الوباء الأخطر "الحمى النزفية" يتمدّد في العراق.. و"الصحة" تدق ناقوس الخطر

27 يونيو 2018
مخاوف من اتساع رقعة المرض (Getty)
+ الخط -


أعلنت وزارة الصحة العراقية اليوم الأربعاء، عن تسجيل حالتي وفاة على الأقل بمرض الحمى النزفية، والحجر على حالات أخرى في مستشفيات حكومية جنوب البلاد. في حين حذرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق من انتشار الوباء، مطالبة السلطات التنفيذية باتخاذ إجراءات وقائية سريعة لمنع اتساع رقعته.

وقال مسؤول بقسم الأمراض الوبائية بوزارة الصحة، إنّ حالتين فارقتا الحياة جراء الإصابة بالحمى النزفية، وهناك مرضى آخرون توفوا داخل منازلهم في قرى بمحافظة الديوانية وقرب مدينة الناصرية والجبايش جنوب العراق.

وبين في اتصال مع "العربي الجديد"، أنّ بؤرة الوباء انطلقت من مناطق الأهوار ومجرى الفرات وفي قرى تكثر فيها تربية الجاموس والأبقار، إذ تختلط الحيوانات مع مربيها"، لافتاً إلى أن هناك مخاوف من انتشار المرض في المناطق الأخرى بشكل سريع.

وباشرت الوزارة بمخاطبة وزارة الداخلية في وضع خطة سريعة لمواجهة الوباء الأخطر حتى الآن. وكشفت وزارة الصحة، مساء أمس الثلاثاء، عن وفاة مواطنين عراقيين من مدينة الديوانية جنوب البلاد بعد إصابتهما بمرض "الحمى النزفية".

وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، سيف البدر، في مؤتمر صحافي، أنّه "بعد وفاة شخصين بالحمى النزفية في محافظة الديوانية اتخذت الوزارة وبشكل عاجل الإجراءات اللازمة للوقاية منها مع توفير العلاجات اللازمة لهذا الغرض".

وبيّن أنّ "مرض الحمى النزفية يسبب اضطرابات نزفية وحرارة يمكن أن تتطور إلى حمى شديدة ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة في بعض من الحالات، وقد تُظهر في حالات أخرى أعراضاً مثل اعتلال الكلية الوبائي"، مطالباً كافة وسائل الإعلام بـ"توخي الدقة والحذر عند نشر المعلومات التي تمس الأمن الصحي للبلد".

ودعا البدر، كل من يشتغلون في تربية الدواجن أو المواشي إلى "الالتزام بالإرشادات الصحية اللازمة والنظافة والتعقيم ورشّ أماكن الحيوانات وتربيتها، وكذلك ارتداء القفازات لمنع انتقال المرض والتعقيم بعد ملامسة الحيوانات للوقاية منها، والتوجه إلى أقرب مركز صحي عند الشعور بالأعراض أو حصول أي نزيف".

فيما دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، السلطات التنفيذية، إلى التعامل السريع مع المرض ووقف انتشاره.

وقالت في بيان لها، اليوم الأربعاء "ندعو جميع الجهات المسؤولة إلى القيام بإجراءات وقائية سريعة للحيلولة دون انتشار عدوى المرض في باقي محافظات العراق".

ومن بين التدابير اللازمة التي ذكرتها: " تشديد الرقابة على المجازر، وتكثيف الجهود في مراقبة العاملين في مجال الجزارة وإلزامهم بعدم الذبح خارج إطار المجازر الرسمية، للحيلولة دون انتقال الفيروس من الحيوانات إلى الإنسان".

كما طالبت بحملات تثقيفية إرشادية للمواطنين، من خلال إقامة الندوات وطبع البوسترات التوضيحية حول الأمراض الانتقالية، ومنها مرض الحمى النزفية الفيروسية وأساليب الوقاية منها.

من جهته، قال أحد سكان محافظة الديوانية، ويدعى حسن علي لـ"العربي الجديد"، إن "حالة من الخوف تسيطر على سكان المحافظة، إذ فاق عدد الإصابات 12 حالة عكس ما تعلن عنه وزارة الصحة في بغداد، والكثير من الأهالي امتنعوا عن شراء اللحوم أو ذبح حيوانات خوفاً من الإصابة"، وأبدى تخوفه من "انتشار المرض وإصابة آخرين، خصوصًا في ظل استمرار تردي الأوضاع غير الصحية للذبح في المدينة"، داعيًا الحكومة العراقية إلى إيجاد علاجات سريعة للمصابين".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحمى النزفية الفيروسية مصطلح عام يشير إلى مرض وخيم، مصحوب بنزف في بعض الأحيان، قد يسببه عدد من الفيروسات. وعادة ما ينطبق هذا المصطلح على المرض الناجم عن الفيروسات الرملية (حمى لاسا وحمى جونين وحمى ماتشوبو)، والفيروسات البنياوية (حمى القرم ــ الكونغو النزفية، حمى الوادي المتصدع النزفية وحمى هانتان)، والفيروسات الخيطية (الإيبولا وماربورغ) والفيروسات المصفّرة (الحمى الصفراء وحمى الضنك وحمى أومسك النزفية و داء غابة كياسانور).



المساهمون