ينتظر 20 ألف طفل سوري لاجئ باهتمام، وهم على مقاعد الدراسة في مخيمي الزعتري والأزرق في الأردن، نقرات مستخدمي الهواتف الذكية التي ستوفر لهم وجبات طعام يومية، من ضمن مشروع التغذية المدرسية الذي يقدمه برنامج الأغذية العالمي.
ما يعني الأطفال هو تطبيق ذكي، بات متوفراً في متاجر التطبيقات، باسم "شارك بوجبة". وهو تطبيق أطلقه برنامج الأغذية العالمي في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، كي ينقل من خلاله قضية دعم اللاجئين السوريين من حدود المنظمات الدولية والدول المانحة إلى فضاء الإنسانية ككل.
بنقرة واحدة على التطبيق، يمكن لمستخدمي الهواتف الذكية التبرع بقيمة وجبة غذائية، يتم توفيرها لأحد الأطفال السوريين على مقاعد الدراسة في مخيمي الزعتري والأزرق. وهؤلاء هم المستهدفون بالتطبيق الذي يعول البرنامج عليه كثيراً، ومعه أولياء الأمور، والعاملون في منظمات الإغاثة الأهلية.
وفي هذا الإطار، يصف اللاجئ السوري في مخيم الأزرق، سلطان العابد، التطبيق بالممتاز. هو أب لطفلين يدرسان في مدرسة داخل المخيم. يقول: "يجب أن يساعدنا الجميع، حكومات ومجتمع دولي وأشخاص". ويشير إلى التوتر الذي يعيشه اللاجئون عندما يتردد الحديث عن وقف بعض الخدمات والمساعدات المقدمة لهم: "نحن نعيش على المساعدات. وأي تراجع فيها، يزيد حياتنا الصعبة صعوبة". يتمنى العابد أن يقدم جميع مستخدمي الهواتف الذكية على التبرع بوجبة. ويقول: "حصول ابنيّ على وجبات غذائية سيساعد في تغذيتهم وسيخفف قليلاً من الأعباء".
القائمون على منظمات الإغاثة الأهلية، ينظرون بدورهم إلى تطبيق "شارك بوجبة" في إطار استمرار برنامج الأغذية العالمي في تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، بما يخفف الضغط عنهم. يقول رئيس جمعية "معاً نبني للتنمية والتأهيل" صلاح قازان، إنّ "استمرار البرنامج بتقديم الغذاء للاجئين يساهم في التقليل من أعباء منظمات الإغاثة الأهلية التي ستجد نفسها مضطرة لتحمل مسؤوليات جديدة في حال توقف البرنامج العالمي". يعتبر قازان، أنّ الاعتماد على التبرعات الفردية خطوة إيجابية لتغطية التزامات البرنامج. لكنه يعتقد أنّ مثل هذه التبرعات لا يمكن أن تغني عن تبرعات المجتمع الدولي.
يبدو برنامج الأغذية العالمي، راضياً عن النتائج الأولية لتطبيق "شارك بوجبة". ففي أول 5 أيام على إطلاقه وفّر التطبيق 450 ألف وجبة للتلاميذ اللاجئين في مدارس مخيمي الزعتري والأزرق، بحسب مسؤولة الإعلام في برنامج الغذاء العالمي في الأردن، شذا المغربي، التي كشفت أنّ حجم التبرعات المقدمة من خلال التطبيق بلغت، في تلك الأيام، 200 ألف دولار أميركي "وهي بداية مبشّرة"، كما تصف.
يحدد التطبيق قيمة الوجبة بـ 50 سنتاً أميركياً. ويتيح للشخص خيارات التبرع بوجبة ليوم واحد أو وجبات لمدة أسبوع كامل أو شهر أو سنة، وهي المدة المحددة للمشروع.
تعيد المغربي أسباب النجاح إلى سهولة تنزيل التطبيق على الهواتف الذكية واستخدامه. فهو يتوفر على نظامي التشغيل آي أو إس وأندرويد، ولا يحتاج تنزيله أكثر من 30 ثانية للبدء في استخدامه ومشاركة الوجبات. تقول: "يسهّل التطبيق ويسرّع عملية التبرع، بما يواكب توجهات الجيل الجديد المهتم بإنجاز كل شيء بسرعة من دون تعقيد". وتشير إلى أنّ التطبيق يأتي ضمن سياسة برنامج الأغذية العالمي بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في عمله، ما يسهل استقطاب المساعدات وتوزيعها بشكل يحافظ على كرامة المستفيدين من المساعدات.
تبرّر المغربي تزامن إطلاق التطبيق مع الأزمة المالية التي يعيشها برنامج الأغذية: "فلسفة التطبيق تقوم على إشراك العالم أجمع في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين". وتضيف: "من خلال التطبيق يمكننا تنويع الداعمين، والتواصل مع جيل جديد يستخدم الهواتف الذكية، ليكونوا داعمين مستقبليين".
الاعتماد على الهواتف الذكية في تنفيذ التطبيق، يصفه خبير تكنولوجيا المعلومات، رعد نشيوات، بـ"الخطوة المبدعة". يقول: "التطبيق يواكب التطور الحاصل في عالم الاتصال". وهو ما تؤكده دراسة لشركة "غوغل" تكشف أن 55 في المائة من عمليات البحث تمت من خلال الهواتف.
يشير نشيوات إلى أنّ تطبيقات التبرعات موجودة، منذ سنوات عبر مواقع الإنترنت، لكن التطوّر حدث عندما سمحت شركات الهواتف العملاقة بتواجدها على تطبيقاتها، بالإضافة إلى سماح شركة "فيسبوك" أخيراً لـ37 منظمة غير ربحية بجمع التبرعات من خلال تطبيقها على الهواتف الذكية.
اقرأ أيضاً: أطفال سوريون لاجئون في الأردن ينتظرون الجراحة أو الموت