وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال مصدر مطلع على المفاوضات الدائرة بين وفد روسي ولجنة المفاوضات الممثلة لأهالي حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، إنّ "النظام عاود قصف الحي اليوم تهديدًا للمعارضة، حيث جرى اتصال بين اللجنة والموفد الروسي بعد القصف واتفقا على عودة التهدئة، وعقد لقاء غدًا السبت، لبحث طريقة خروج المعارضة من الحي".
وكانت لجنة المعارضة قد أبلغت الموفد الروسي موافقة المعارضة السورية المسلحة على الخروج من الحي، لكنها تريد ضمان الخروج على دفعات وخلال مدة تتراوح بين 3 - 6 أشهر، وضمان عدم دخول النظام إلى الحي وفك الحصار بشكل كامل.
وأوضح المصدر أن النظام السوري أصر على تهجير مقاتلي المعارضة ومن يرغب من المدنيين في الخروج معهم على دفعة واحدة إلى ريف حمص أو إدلب أو جرابلس، وعقد مصالحة مع من يبقى، مقابل تسوية أوضاعهم وسحب المطلوبين إلى "خدمة العلم".
وأكد المصدر أن المعارضة أبدت اعتراضها على بند "سحب المطلوبين إلى خدمة العلم"، وهو ما دفع بالنظام السوري إلى التّهديد بقصف الحي في حال لم تقبل المعارضة بهذا البند تحديدًا.
ورفض النظام تشكيل لجنة لحماية المدنيين بإشراف روسيا، وضمان عدم اعتقالهم من قوات النظام بعد خروج المعارضة من الحي، وفق المصدر ذاته.
وكان وفد من المنظمات المدنية في حي الوعر، ومعارضون للنظام السوري، قد التقوا، مساء أمس، مع الموفد الروسي إلى مدينة حمص، والمسؤول عن "مركز حميميم للمصالحة"، وعرضوا طلبات المعارضة التي قابلها النظام بالرفض.
وتقول مصادر من المعارضة إن "المليشيات الطائفية التابعة لإيران، والدّاعمة لقوات النظام السوري، هي من تقوم بالضغط على النظام وتطالبه باقتحام الحي وعدم السماح للمعارضة بالخروج منه، حيث تريد مليشيات إيران فرض سيطرتها هناك".
ويذكر أن حي الوعر يعيش تحت حصار قوات النظام السوري والمليشيات الطائفية منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، وهو آخر حي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة في مدينة حمص، التي يطلق عليها السوريون اسم "عاصمة الثورة".