النوادي الرياضية في لبنان تعود بحلة جديدة بزمن كورونا

17 يونيو 2020
عمّمت النوادي الرياضية التوجيهات الجديدة للمنتسبين(حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
فتحت النوادي الرياضية في لبنان أبوابها من جديد لاستقبال زبائنها، بعد أن شملتها المرحلة الخامسة من إجراءات رفع حالة التعبئة العامة تدريجياً. وتمّت إعادة فتحها، شرط التقيّد بإرشادات وزارتي العمل والشباب والرياضة، المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية، لمواجهة فيروس كورونا في القطاع الرياضي، وتدريب العاملين على تطبيقها ومراقبة التنفيذ، مع مراعاة شروط النظافة الشخصية والتعقيم بصورة دائمة، وتفادي الاكتظاظ والمحافظة على التباعد بين الأشخاص.

وعمّمت النوادي على الزبائن سواء من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر رسائل نصية قصيرة على الخلوي، التوجيهات اللازمة بغية التقيّد بها. منها: الحفاظ على مسافة آمنة (2 متر) بين الأشخاص أثناء التمارين، إحضار منشفة خاصة يجب إظهارها كشرطٍ للدخول إلى النادي، تنظيف آلة الرياضة بالمعقّمات بعد استخدامها، غسل اليدين وتعقيمهما بشكل مستمرّ، وحجز صفوف التمارين الرياضية هاتفياً، قبل الحضور، منعاً للاكتظاظ. هذا بالإضافة إلى معايير أخرى، وضعتها لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا في السراي الحكومي، علماً أنّ جميع النوادي أقفلت الحمامات العائدة لها، حيث يمنع الاستحمام بعد أداء الرياضة، بسبب إمكانية نقلها للبكتيريا وصعوبة تعقيمها بشكل متواصل.
ويُفضل أن يستحمّ الزبائن في منازلهم، بحسب ما يقول مدير أحد النوادي الرياضية لـ"العربي الجديد".
ويشير المدير الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ الإقبال على النادي ليس كالسابق، لكنه يتحسّن تدريجياً، "إذ لا تزال الناس خائفة من انتقال عدوى فيروس كورونا، لكننا نحاول تطمينهم بكوننا اتخذنا الإجراءات الوقائية، وفق معايير عالية، رغم تكلفتها الباهظة. لكن سلامتنا جميعاً كعاملين وموظفين ومشتركين في النادي، هي أولوية بالنسبة إلى إدارة النادي"، مضيفاً "نحن ننصح محبي الرياضة الذين يتردّدون في العودة، بالقيام بهذه الخطوة، لما للرياضة من منافع صحية، خصوصاً لناحية تقوية مناعة الجسم وتنشيطه، بعد أشهر طويلة من البقاء في المنزل".



تقول سيلين هيدموس لـ"العربي الجديد"، إنّها عادت إلى النادي الرياضي في اليوم الأول من إعادة فتح أبوابه، إذ هي تعتبر أنّ الرياضة ضرورية جداً، سواء على الصعيد الصحي أو المعنوي والجسدي، لا سيما أنها التزمت بالحجر المنزلي، وبقيت أشهراً تعمل من بيتها، ما يحتّم استئناف النشاط، "لأن الغيبة كانت طويلة"، كما تقول. وأشارت إلى أنها لم تتردّد في قرارها بالذهاب إلى النادي، خصوصاً أنها قرأت التوجيهات والمعايير التي تعتمدها الإدارة، ما جعلها تشعر بالراحة والاطمئنان.

وتشرح هيدموس التغييرات التي طرأت على "الحياة الرياضية" في النادي، بعد فيروس كورونا، وتقول: "قبل دخولنا الصالات، يقيس رجل الأمن درجة حرارة الوافدين، ثم نبرز بطاقتنا إلى موظفة الاستقبال التي تجلس في غرفة شبه عازلة، منعاً للاحتكاك المباشر. وهناك علامات وضعت على الأرض للمساعدة على احترام المسافة الآمنة، ويمكن أن نضع أغراضنا وحقيبتنا في الخزانة، لكن غرف الاستحمام مقفلة. وخلال التمارين، يجب أن نحافظ على التباعد الجسدي، حتى أنّ الآلات الرياضية تمّ إبعادها عن بعضها، ويجب تعقيم وغسل اليدين بشكل مستمرّ. وقد علّقت عبوات تعقيم على الجدران، ويصار إلى تطهير آلات الرياضة عند كل استعمال".
وتستدرك بالقول "لكن الالتزام الشخصي مطلوب أيضاً، حفاظاً على سلامتنا وصحة الآخرين، كما جرى تقليص عدد المشاركين في الصفوف، للحؤول دون الازدحام، وحُصرت بالذين يحجزون أماكنهم مسبقاً، هاتفياً أو أونلاين عبر تطبيق خصّص لهذه الغاية".




آخرون يجدون بدائل

في المقابل، لا تزال ميرا يونس تتردّد في العودة إلى النادي الرياضي، على الرغم من أنها تعشق ممارسة الرياضة ولا يمكنها أن تفوّت يوماً واحداً من دون ممارسة التمارين الصباحية التي تبقيها نشيطة طيلة اليوم، بحسب قولها.
وقد اكتسبت خلال فترة الحجر المنزلي، بعض الوزن، ودفعها خوفها من السقوط ضحية للخمول والكسل، إلى شراء أدوات رياضية، تستخدمها عادة لتمارين البطن والمعدة واليدين، وآلة المشي، وحوّلت غرفتها الى ما يشبه صالة رياضية مصغّرة، تمارس فيها التمارين وهي تستمع إلى الموسيقى، ما يجعلها تشعر أنها فعلاً في النادي الرياضي.
وتقول يونس، لـ"العربي الجديد"، إنّها أحبّت ممارسة الرياضة من المنزل واعتادت على الفكرة، فهي مريحة، أقلّه حتى انتهاء أزمة فيروس كورونا، لأنها تخشى كثيراً الإصابة بالفيروس كون والديها مسنّين، ويعانيان من مشاكل صحية.

أما مايك جبّور فيقول، لـ"العربي الجديد"، إنّ ازمة كورونا جعلته يتعلّق بالطبيعة كثيراً، فباتت رياضة المشي و"الهايكينغ"، التي تنعش الروح والجسد في آنِ واحدٍ، خياره الأول، مستغلاً الطقس الصيفي الجميل والمساحات الواسعة في لبنان، التي يمكن الاستفادة منها لنشاطات كثيرة، يقول إنّه كان، للأسف، لا يعرف عنها في السابق.
ويرى جبّور أنّ أسلوب حياة اللبنانيين اختلف بنسبة كبيرة بعد هذه الأزمة، وبات المواطن أكثر تعلقاً بأرضه وقريته وحديقته، وأصبحت يومياته مرتبطة في جزءٍ كبيرٍ منها بالطبيعة والجبال التي تريحه من زحمة السير والضجيج وصخب الحياة.

المساهمون