وكان الطيب قد ألقى حجراً في المياه الراكدة، حيال الموقف المصري "الباهت" من قرار الولايات المتحدة باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، بعدما أعلن رفضه لقاء نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، خلال زيارته التي كانت مقررة إلى مصر، ما وضع النظام الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي، موضع اتهام، في ظلّ عدم اتخاذ موقف قوي من إعلان واشنطن.
ودان عبد العال في جلسة البرلمان، اليوم، بعض التصريحات التي تسيء إلى الرموز الدينية، وإلى الأزهر، قائلاً "تحية للأزهر، الجامع والجامعة، الذي يؤدي مهمته في التنوير، جنباً إلى جنب مع الكنيسة المصرية.. الأزهر والكنيسة مؤسستان دينيتان عريقتان، ويتعين على الجميع احترامهما، واحترام كافة الرموز الدينية".
وأضاف عبد العال "نحن نواب وطنيون مخلصون لهذا البلد، ويدافعون عن مؤسساته الدينية.. مصر بمسلميها ومسيحييها ستظل يداً واحدة لمواجهة كل المخططات الرامية لهدم أي من المؤسستين العريقيتن"، فيما قال رئيس اللجنة الدينية في البرلمان، أسامة العبد: "يؤلمني أن نسيء للأزهر أو إلى شيخه بعبارة غير محسوبة.. فسمعة الأزهر ينبغي ألا تمس".
وتابع العبد: "إذا كان هناك قصور، فيجب أن يُعالج بما يناسب مكانة الأزهر، كأحد أعمدة الدولة المصرية.. وعلينا جميعاً دعم شيخ الأزهر في تأدية المهمة المطلوبة منه"، لافتاً إلى أنه "لا أحد يستطيع أن ينكر ما يفعله الأزهر، في ضوء عقده للمؤتمرات في الداخل أو الخارج، إلا إذا كان أعمى البصر والبصيرة"، حسب تعبيره.
وأضاف أن "الاستعمار الفرنسي لم يتمكن من إلغاء اللغة العربية بسبب وجود الأزهر، الذي ظل يتميز بالوسطية والاعتدال"، والتقط منه طرف الحديث، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي، عبد الهادي القصبي، قائلاً "يجب أن يعي الجميع مكانة شيخ الأزهر، وكونه شيخاً للإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم".
وذكر القصبي بموقف الطيب من رفض مقابلة نائب الرئيس الأميركي، ليعبر شيخ الأزهر بهذا عن ضمير الأمة، وعن موقف المسلمين والمسيحيين في آن واحد، في وقت صمتت فيه حكومات دول، وهيئات دولية"، مختتماً بأن "الطيب هو رمز للدين، ويجب أن يعلم الجميع أن للدين قدسيته"، وفق قوله.
من جهته، قال النائب المسيحي، مجدي ملك، إن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة محاولات لإضعاف مؤسسة الأزهر، والهجوم عليها، لكي يكون هناك بدائل لها، ومخرجات تتمثل في جماعات متطرفة "هي أبعد ما تكون عن الإسلام، وعن صحيح الدين"، مؤكداً مسؤولية أعضاء البرلمان في الدفاع عن مؤسسات الدولة المصرية، والذي يعد الأزهر أحد أركانها.