النواب الأميركي يدعم متظاهري هونغ كونغ.. والصين تندد

21 نوفمبر 2019
من المتوقع أن يوقع ترامب على التشريعين (Getty)
+ الخط -
حذرت الصين، اليوم الخميس، بأنها على استعداد "للردّ بحزم" على مشروع القانون الذي أقره الكونغرس الأميركي دعماً للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في هونغ كونغ. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ، خلال مؤتمر صحافي روتيني، "إننا ندين بشدة ونعارض بحزم" هذه الخطوة الأميركية.

ووافق مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، على تشريعين يستهدفان دعم المحتجين في هونغ كونغ وإرسال تحذير للصين بخصوص حقوق الإنسان، وأرسلهما إلى البيت الأبيض كي يوقعهما الرئيس دونالد ترامب أو يستخدم حق النقض للاعتراض عليهما.
ونددت الصين الأربعاء، بإقرار مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يدعم المتظاهرين في هونغ كونغ، وتعهدت باتخاذ إجراءات مضادة قوية لحماية سيادتها وأمنها. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الصين قدمت هذا الشهر "احتجاجات شديدة" للولايات المتحدة بخصوص مشروع القانون وطالبت بعدم إقراره، قائلة إنه لن يضرّ بمصالح الصين والعلاقات الصينية الأميركية فحسب، لكنه سيضرّ أيضاً بمصالح الولايات المتحدة.
وأعلنت الخارجية أن الصين "ستتخذ حتماً إجراءات قوية للردّ بحزم لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية والتنموية".
ووافق مجلس النواب بأغلبية 417 صوتاً مقابل صوت على "قانون حقوق الإنسان والديمقراطية في هونغ كونغ" الذي أقره مجلس الشيوخ بالإجماع يوم الثلاثاء. وكان من المتوقع أن ينال الإجراء تأييداً قوياً نظراً لأن أعضاء مجلس النواب وافقوا على قانون مماثل الشهر الماضي.
وسيلزم التشريع الذي أثار غضب الصين، وزارة الخارجية الأميركية بأن تشهد مرّة على الأقل في العام، بأن المدينة التي تحكمها الصين تتمتع بحكم ذاتي يكفي لأن تكون مؤهلة لأن تحظى بمعاملة تجارية أميركية خاصة، تعزز مكانتها كمركز مالي عالمي. وسيفرض القانون أيضاً عقوبات على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في هونغ كونغ.
والسناتور الجمهوري ماركو روبيو راعٍ رئيسي لمشروع القانون الذي أقره مجلس الشيوخ، والذي شارك في رعايته السناتور الجمهوري جيم ريش، واثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، هما السناتور بوب مينينديز والسناتور بن كاردن.


وأقرّ مجلس النواب أيضاً بأغلبية 417 صوتاً من دون اعتراض من أحد، مشروع قانون ثانيا، وافق عليه أيضاً مجلس الشيوخ بالإجماع أمس الثلاثاء، يحظر تصدير ذخائر معينة للسيطرة على الحشود إلى شرطة هونغ كونغ، منها الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل والرصاص المطاطي وقنابل الصوت.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق عما إذا كان الرئيس يعتزم إقرار التشريعين أو الاعتراض عليهما، لكن استخدام الرئيس لحق النقض (الفيتو) سيكون أكثر صعوبة، نظراً لأن المشروعين أقرّهما بالإجماع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولم يقابلا أي اعتراض تقريباً في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع قوله إنه من المتوقع أن يوقع ترامب على التشريعين. وحصول أي تشريع على أغلبية الثلثين في مجلسي الشيوخ والنواب شرط للتغلب على حق النقض الذي يتمتع به الرئيس.
وحذرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، اليوم الخميس، من أن القرار لن يمنع بكين من التدخل بالقوة لوقف "الفوضى" في المدينة التي تعد مركزاً مالياً عالمياً. وكتبت صحيفة "غلوبال تايمز": "البعض قد يتوقع أن يردع ذلك بكين. هذا التفكير ينم عن سذاجة". وأضافت: "إذا أخذنا مشروع القانون الأميركي هذا بجدية وتقاعسنا عن التصدي لأعمال الشغب، ستشهد هونغ كونغ انهياراً متسارعاً لحكم القانون وستزول من العالم الحديث".


وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أنه لوحظ تضاؤل أعداد الشرطة في جامعة البوليتكنيك في هونغ كونغ، في اليوم الخامس من أزمة باتت محور الحراك الغاضب المتصاعد المطالب بالديمقراطية. وتسببت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين المزودين بالأسهم وقنابل المولوتوف، بإصابات في الجانبين في الأيام الماضية، وأدى ذلك إلى فرار المئات من حرم الجامعة، سرعان ما اعتقلت الشرطة غالبيتهم.
وحاول اثنان من الطلاب المحاصرين، الأربعاء، الهرب من قناة للصرف الصحي على بعد نحو نصف كيلومتر من الحرم الجامعي. لكن متظاهرين متشددين ما زالوا يتحصنون في الحرم الجامعي الخميس، ويقومون بتحضير وجبات الطعام في كافيتيريا الجامعة مستخدمين المؤن التي باتت تتناقص. وحذرت لافتات في الجامعة من التدخين قرب مناطق يتم فيها تخزين قنابل المولوتوف.