النهضة والنداء يستأثران بـ32 بالمائة من الصحف التونسية

07 نوفمبر 2014
+ الخط -

أفادت نتائج التقرير الأولي لـ"التحالف المدني لمرصد الإعلام"، والذي رصد من 4 إلى 25 أكتوبر\تشرين الأول الماضي، تغطية الصحافة المكتوبة والإلكترونية للانتخابات التشريعية، بأنّ كلّاً من حركة "النهضة" وحزب "نداء تونس" قد استحوذا على المشهد الصحافي، بنسبة تجاوزت 32 بالمائة من المادة الإعلامية المرصودة في الصحف المكتوبة.
أما بالنسبة للصحافة الالكترونية، فقد استأثر كل من هذين الحزبين إلى جانب حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"الاتحاد الوطني الحرّ" بأكثر من 83 بالمائة من المادة الإعلامية المرصودة.
وقد اهتمّ التحالف المدني لمرصد الإعلام (المتكون من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، ومرصد الإعلام في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية، والمنظمة الدولية لدعم وسائل الإعلام) بالصحف اليومية لابراس (قطاع عمومي) والصحافة والصباح ولوتان (صحف مصادرة) والشروق والصريح والمغرب والضمير والتونسية (قطاع خاص)، إلى جانب المواقع الإلكترونية وهي باب بنات، الصدى، تونس نيوز وكابيتاليس.
وقد لاحظ التقرير أنّ الاستقطاب الثنائي كان واضحاً في هذه الوسائل الإعلامية، ويظهر أكثر بالتوقف مع اتجاهات الصحافة المكتوبة في بناء القيم السلبية أو الإيجابية تجاه الفاعلين السياسيين، باعتبارها قيماً إعلامية قريبة من إستراتيجية الحركتين اللتين عملتا على التخويف المتبادل بين هيمنة الإسلام السياسي والخوف من عودة المنظومة السياسية القديمة. 
كذلك أفرز التقرير توزيعاً غير عادل للمساحة المخصصة للفاعلين السياسيين في الصحافة المكتوبة، حيث استأثر قيادي حركة النهضة بنسبة حضور قدّرت بـ19.66 بالمائة من الصحافة المكتوبة، مقابل 35.69 بالمائة في الصحافة الإلكترونية.
أما ممثلو حزب نداء تونس فمثّل حضورهم 12.41 بالمائة في الصحافة المكتوبة، مقابل 19.24 بالمائة قي الصحافة الإلكترونية، يليهم قيادي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بـ6.98 بالمائة في الصحافة المكتوبة، مقابل 17.54 بالمائة في الصحافة الإلكترونية ثم الجبهة الشعبية بـ6.82 بالمائة في الصحافة المكتوبة، مقابل 4.94 بالمائة في الصحافة الإلكترونية.
في حين استأثر حزب الاتحاد الوطني الحرّ بنسبة تمثيلية بلغت 4.14 بالمائة في الصحافة المكتوبة، مقابل 10.71 بالمائة في الصحافة الإلكترونية، يليه حزب آفاق تونس بـ 3.77 بالمائة في الصحافة المكتوبة، مقابل 8.64 بالمائة في الصحافة الإلكترونية.
وقد تعرّض التقرير أيضاً إلى حضور المرأة في وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية حيث لم يتجاوز ظهورها 8.33 بالمئة في الجرائد اليومية المعنية بالرصد، مقارنة بحضور الرجال بنسبة قدّرت بـ60.27  بالمئة.
أما بالصحافة الإلكترونية فقد كانت نسبة حضور المرأة أدنى بكثير من الصحف حيث لم تتجاوز بدورها ثلاثة بالمئة، مقابل حضور بارز للرجال ناهز 56.4 بالمئة.
أما بخصوص توزيع المادة المعالجة في الصحافة المكتوبة والإلكترونية حسب النوع الصحافي، فقد ذكر التقرير أنّ أكثر من 41 بالمائة من المادة الصحفية بالجرائد هي عبارة عن أخبار وتغطيات وملخصات وتقارير إخبارية مع خرق لقانون منع الإشهار السياسي، أما بالمواقع الإلكترونية فقد مثلت هذه الأنواع الصحفية أكثر من 54 بالمائة من المادة الإعلامية.
ولاحظ معدّو التقرير أن الصحافة المكتوبة لم تنجح في فتح النقاش حول أهمّ المحاور المرتبطة بمهام وصلاحيات مجلس النواب، وأهم التحديات التي س هذه المؤسسة الدستورية في الخمس سنوات القادمة، وهو ما اعتبروه نقصاً، ما ساهم في عدم وضوح الصورة للناخب حول أهمّ المهام المنوطة لمجلس نواب الشعب وصلته بالسلطة التنفيذية والقضائية.
أما بالنسبة إلى الصحافة الإلكترونية، فحسب تحليل الائتلاف المدني لمرصد الإعلام، اكتفت بتغطية الأنشطة الدعائية الروتينية للأحزاب دون أن تنجح في فتح نقاش فعلي حول المحاور المختلفة في علاقة السلطة التشريعية بها.

المساهمون