تواصل أسعار النفط العالمية حصد مكاسب أسبوعية هي الثانية على التوالي، فيما نقلت "رويترز" عن 3 مصادر في مجموعة "أوبك+" أن الاجتماع الافتراضي للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمنظمة "أوبك" وحلفائها سيُعقد في 19 أغسطس/آب، بعد يوم من الموعد المزمع سابقاً.
فقد ارتفعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، وتمضي على مسار تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني في ظل تنامي الثقة في أن الطلب على الوقود بدأ في الارتفاع على الرغم من جائحة فيروس كورونا التي تعصف بالاقتصادات على مستوى العالم.
وبحلول الساعة 05:50 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل خام برنت 0.3% إلى 45.10 دولاراً، متجها صوب تحقيق مكسب بنحو 1.6% في الأسبوع الجاري. كما ربح خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.3% إلى 42.35 دولاراً، متجهاً صوب تحقيق مكسب بنحو 3% هذا الأسبوع.
وتعززت الأسعار هذا الأسبوع، بفعل بيانات حكومية أميركية أظهرت أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير انخفضت، الأسبوع الماضي، فيما كثفت شركات التكرير الإنتاج وتحسن الطلب على المنتجات النفطية. لكن وكالة الطاقة الدولية خفضت توقعاتها للطلب على النفط للعام الجاري، وقالت إن تراجع السفر الجوي بسبب جائحة "كوفيد-19" سيقلص استهلاك النفط العالمي هذا العام بواقع 8.1 ملايين برميل يومياً.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" قالت، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إنّ الطلب العالمي على النفط سينخفض على الأرجح 9.06 ملايين برميل يوميا هذا العام، وهو تراجع يفوق انخفاضاً قدره 8.95 ملايين برميل يومياً توقعته المنظمة قبل شهر.
وخفضت "أوبك" وحلفاء من بينهم روسيا، في ما يعرف باسم مجموعة "أوبك+"، الإنتاج منذ مايو/ أيار بنحو 10% من الطلب العالمي لمعالجة تداعيات ناجمة عن الأزمة الصحية العالمية، فيما قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه لا يتوقع قرارات سريعة بشأن تخفيضات الإنتاج حين تجتمع لجنة المراقبة الأسبوع المقبل.
انخفاض الذهب
في المقابل، تراجعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، إذ أجبرت قفزة في عوائد سندات الخزنة الأميركية المستثمرين على إعادة تقييم مراكزهم مجددا بعد تراجع كبير من ذروة قياسية في وقت سابق من الأسبوع وضع المعدن الأصفر على مسار تسجيل أول هبوط أسبوعي منذ أوائل يونيو/ حزيران.
ووفقاً لبيانات "رويترز"، نزل سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1950.94 دولاراً بحلول الساعة 05:50 بتوقيت غرينتش، ليتراجع 4% منذ بداية الأسبوع الجاري، وهو أكبر انخفاض بالنسبة المئوية منذ أوائل مارس/آذار المنصرم. كما نزلت أونصة العقود الأميركية الآجلة 0.6% إلى 1959.50 دولاراً.
المحلل لدى "إي.دي إند إف مان كابيتال ماركتس"، إدوارد مير، قال: "يتعرض الذهب لضغوط بسبب ارتفاع العوائد الأميركية، مما يسبب قليلا من البيع في الوقت الحالي"، فيما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات، بعد أن أغرقت الخزانة السوق بالمعروض، مما دفع الدولار للصعود ليوقف انزلاقاً في الآونة الأخيرة ويتسبب في تآكل محتمل للطلب على الذهب من حائزي العملات الأخرى. ويزيد ارتفاع العوائد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عائداً مثل الذهب.
استقرار الدولار
وفي سوق العملات، استقر الدولار، اليوم الجمعة، إذ تسببت قفزة لعوائد سندات الخزانة الأميركية وتراجع المعنويات بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين في وضع حد لعمليات بيع عملة الاحتياطي العالمي.
وتسبب الشعور العام بدفع الدولار قرب إنهاء سلسلة خسائر مقابل الدولار الأسترالي الشديد التأثر بالمخاطرة، والذي بلغ عند التسوية نحو 0.7149 دولار أميركي ومستقر في الأسبوع، فيما يتجه الين صوب تسجيل أضعف أداء أسبوعي مقابل الدولار في شهرين وهو منخفض نحو 0.9% عند 106.84 من مستوى إغلاق الجمعة الماضية.
وكان الدولار النيوزيلندي هو الخاسر الأكبر، إذ انخفض إلى 0.6538 دولار أميركي، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تفشيا جديدا لفيروس كورونا، وبعد أن لمّح البنك المركزي هذا الأسبوع إلى زيادة مشتريات السندات وذكر مجدداً احتمال تبني أسعار فائدة سلبية.
ومقابل سلة من العملات، ظل الدولار منخفضاً 0.2% في الأسبوع، لكن يبدو أنه أوقف انزلاقاً تسبب في تراجعه 9.5% دون ذروة سجلها في مارس/ آذار.