مع حلول الصيف وموسم الأمطار، تجتاح النفايات مدينة تعز (وسط اليمن) المحاصرة منذ أكثر من عامين لتمثل أكوامها المتراكمة منذ شهور مشكلةً بيئيةً وصحيةً عامة على السكان الذين لا يلقون أي رعاية صحية بسبب ظروف الحصار والحرب.
مجاري السيول الرئيسية وعشرات القنوات الإسمنتية الخاصة بتصريف المياه من تحت الجسور الصغيرة في هذه المدينة الجبلية باتت مسدودة بأكوام النفايات التي يتخلص منها سكان الأحياء برميها في تلك القنوات. هذا أيضاً وضع أكبر مجاري السيول في المدينة المعروف بـ"سائلة الباب الكبير" الذي يقسم المدينة إلى نصفين ويقود السيول من جنوب المدينة إلى خارجها شمالاً، فقد تحول إلى تجمع للنفايات يهدد بكارثة بيئية في المدينة.
لا تقتصر النفايات على المخلفات المنزلية فقط، فالقصف المستمر على المدينة أضاف إليها أنقاض المباني والأسوار والطرقات المتضررة، لتزيد كلّها من تحديات السلطات المحلية بسبب ثقل وزنها وانتشارها الواسع ما يسدّ مجاري السيول. انسداد شبكة المجاري أدى إلى فيضانها في مناطق متفرقة من المدينة، ما تسبب في تكاثر البعوض وغيرها من الحشرات التي أدت إلى أمراض عدة لا سيما الكوليرا الذي انتشر كذلك في أكثر من محافظة يمنية مؤخراً.
في هذا الإطار، يقول المواطن سليمان عبده من مركز المدينة، إنّ نحو 2000 أسرة تسكن في منطقته تعاني من كارثة صحية تنشر الأمراض بسبب تركز المخلفات في المجرى الذي يخترق المنطقة. يلقي عبده المسؤولية الأولى على أهالي الأحياء المجاورة، ثم على الجهات الحكومية داعياً إلى نشر التوعية وإزالة المخلفات بالتعاون مع شباب تلك الأحياء.
يضيف عبده: "قام شباب الحي بجهد مشكور لإزالة ما استطاعوا، غير أنّ نقل الكميات بعيداً كلفهم كثيراً من المال بسبب ارتفاع أسعار الوقود في ظلّ الحصار. ولا يستطيعون إزالة معظم المخلفات بسبب ضخامتها بعدما تراكمت هناك طوال ستة أشهر".
إلى جانب غياب مؤسسات حكومية ذات علاقة، يكاد يواجه صندوق النظافة والتحسين الحكومي في تعز هذه المشكلة وحيداً مع السكان وعدد قليل من المنظمات المحلية. يقول مدير الصندوق المهندس وائل المعمري: "بدأت الأمطار في الهطول لتتفاقم الأوضاع البيئية الصحية بينما نعجز عن حلّ المشكلة مع غياب رواتب ومستحقات عمال النظافة طوال أشهر، وعدم وجود مكب للمخلفات خارج المدينة، وافتقار الصندوق الموازنة التشغيلية، وغياب القدرة على صيانة معدات وعربات إزالة ونقل المخلفات، وعدم توفر الوقود". يضيف أنّه يتابع هذه المتطلبات مع السلطات المحلية والمركزية يومياً ويسعى إلى تيسير عمل بعضها.
اقــرأ أيضاً
يتابع: "جرى فتح العديد من مجاري السيول بعد ترحيل كميات كبيرة من المخلفات المتراكمة فيها تلك التي تسببت بإغلاق أغلب منافذ مجاري السيول. وما زال العمل مستمراً في الكثير منها بالرغم من تواضع الإمكانيات وتواجد الكثير من معدات الصندوق في منطقة الحوبان خارج المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون". يطلب المعمري من سكان ومنظمات تعز أن يكونوا "عند مستوى المسؤولية، والمشاركة في الوقاية من المخلفات بكلّ الوسائل لأنّ النظافة مسؤولية مجتمعية، وعلى الجميع المبادرة للتخفيف من تلك الأعباء التي قد تضر بالجميع خصوصاً بما تسببه من أمراض".
من جهته، يؤكد الممرض محمد العزي أنّ عشرات الحالات المتأثرة بالتداعيات البيئية الخطيرة تصل يومياً إلى المستشفيات والمراكز الصحية الصغيرة التي تعجز في معظم الحالات عن تقديم الخدمات الطبية لأسباب كثيرة، منها عدم توفر الأدوية وتواضع الخدمات الصحية أساساً. يضيف: "أهم ما نفتقر إليه في ما يخص الأمراض المرافقة لمثل هذه الأزمة البيئية والصحية هي المحاليل المخبرية التي تساعدنا على تشخيص الحالة ومعرفة المرض. وفي حال معرفة المرض، فإننا والمريض نواجه المشكلة التالية وهي عدم وجود الدواء". يعيد العزي الحالة السيئة للمستشفيين الوحيدين العاملين في المدينة إلى حصار الحوثيين وعدم توفر الموازنة المالية اللازمة لتشغيلهما كما يجب.
يكاد يصل سوء الوضع البيئي في تعز إلى مستوى الكارثة إذا لم يجرِ تداركه سريعاً بحسب رئيس منظمة السلم الاجتماعي (مجتمع مدني) الدكتور عبد القوي المخلافي الذي يضيف: "قاد الحصار المطبق على المدينة إلى تكديس المخلفات وانتشار الأمراض. القضية تتطلب تضافر الجهود من قبل الجميع مع الحكومة لمنع الأمراض وفي مقدمتها الكوليرا، خصوصاً في ظل افتقارنا الخدمات الصحية، وإغلاق الأقسام الطبية في المستشفيات، مع غياب الدعم لها في مواجهة أعداد كثيرة من المرضى".
اقــرأ أيضاً
مجاري السيول الرئيسية وعشرات القنوات الإسمنتية الخاصة بتصريف المياه من تحت الجسور الصغيرة في هذه المدينة الجبلية باتت مسدودة بأكوام النفايات التي يتخلص منها سكان الأحياء برميها في تلك القنوات. هذا أيضاً وضع أكبر مجاري السيول في المدينة المعروف بـ"سائلة الباب الكبير" الذي يقسم المدينة إلى نصفين ويقود السيول من جنوب المدينة إلى خارجها شمالاً، فقد تحول إلى تجمع للنفايات يهدد بكارثة بيئية في المدينة.
لا تقتصر النفايات على المخلفات المنزلية فقط، فالقصف المستمر على المدينة أضاف إليها أنقاض المباني والأسوار والطرقات المتضررة، لتزيد كلّها من تحديات السلطات المحلية بسبب ثقل وزنها وانتشارها الواسع ما يسدّ مجاري السيول. انسداد شبكة المجاري أدى إلى فيضانها في مناطق متفرقة من المدينة، ما تسبب في تكاثر البعوض وغيرها من الحشرات التي أدت إلى أمراض عدة لا سيما الكوليرا الذي انتشر كذلك في أكثر من محافظة يمنية مؤخراً.
في هذا الإطار، يقول المواطن سليمان عبده من مركز المدينة، إنّ نحو 2000 أسرة تسكن في منطقته تعاني من كارثة صحية تنشر الأمراض بسبب تركز المخلفات في المجرى الذي يخترق المنطقة. يلقي عبده المسؤولية الأولى على أهالي الأحياء المجاورة، ثم على الجهات الحكومية داعياً إلى نشر التوعية وإزالة المخلفات بالتعاون مع شباب تلك الأحياء.
يضيف عبده: "قام شباب الحي بجهد مشكور لإزالة ما استطاعوا، غير أنّ نقل الكميات بعيداً كلفهم كثيراً من المال بسبب ارتفاع أسعار الوقود في ظلّ الحصار. ولا يستطيعون إزالة معظم المخلفات بسبب ضخامتها بعدما تراكمت هناك طوال ستة أشهر".
إلى جانب غياب مؤسسات حكومية ذات علاقة، يكاد يواجه صندوق النظافة والتحسين الحكومي في تعز هذه المشكلة وحيداً مع السكان وعدد قليل من المنظمات المحلية. يقول مدير الصندوق المهندس وائل المعمري: "بدأت الأمطار في الهطول لتتفاقم الأوضاع البيئية الصحية بينما نعجز عن حلّ المشكلة مع غياب رواتب ومستحقات عمال النظافة طوال أشهر، وعدم وجود مكب للمخلفات خارج المدينة، وافتقار الصندوق الموازنة التشغيلية، وغياب القدرة على صيانة معدات وعربات إزالة ونقل المخلفات، وعدم توفر الوقود". يضيف أنّه يتابع هذه المتطلبات مع السلطات المحلية والمركزية يومياً ويسعى إلى تيسير عمل بعضها.
يتابع: "جرى فتح العديد من مجاري السيول بعد ترحيل كميات كبيرة من المخلفات المتراكمة فيها تلك التي تسببت بإغلاق أغلب منافذ مجاري السيول. وما زال العمل مستمراً في الكثير منها بالرغم من تواضع الإمكانيات وتواجد الكثير من معدات الصندوق في منطقة الحوبان خارج المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون". يطلب المعمري من سكان ومنظمات تعز أن يكونوا "عند مستوى المسؤولية، والمشاركة في الوقاية من المخلفات بكلّ الوسائل لأنّ النظافة مسؤولية مجتمعية، وعلى الجميع المبادرة للتخفيف من تلك الأعباء التي قد تضر بالجميع خصوصاً بما تسببه من أمراض".
من جهته، يؤكد الممرض محمد العزي أنّ عشرات الحالات المتأثرة بالتداعيات البيئية الخطيرة تصل يومياً إلى المستشفيات والمراكز الصحية الصغيرة التي تعجز في معظم الحالات عن تقديم الخدمات الطبية لأسباب كثيرة، منها عدم توفر الأدوية وتواضع الخدمات الصحية أساساً. يضيف: "أهم ما نفتقر إليه في ما يخص الأمراض المرافقة لمثل هذه الأزمة البيئية والصحية هي المحاليل المخبرية التي تساعدنا على تشخيص الحالة ومعرفة المرض. وفي حال معرفة المرض، فإننا والمريض نواجه المشكلة التالية وهي عدم وجود الدواء". يعيد العزي الحالة السيئة للمستشفيين الوحيدين العاملين في المدينة إلى حصار الحوثيين وعدم توفر الموازنة المالية اللازمة لتشغيلهما كما يجب.
يكاد يصل سوء الوضع البيئي في تعز إلى مستوى الكارثة إذا لم يجرِ تداركه سريعاً بحسب رئيس منظمة السلم الاجتماعي (مجتمع مدني) الدكتور عبد القوي المخلافي الذي يضيف: "قاد الحصار المطبق على المدينة إلى تكديس المخلفات وانتشار الأمراض. القضية تتطلب تضافر الجهود من قبل الجميع مع الحكومة لمنع الأمراض وفي مقدمتها الكوليرا، خصوصاً في ظل افتقارنا الخدمات الصحية، وإغلاق الأقسام الطبية في المستشفيات، مع غياب الدعم لها في مواجهة أعداد كثيرة من المرضى".