ووقعت أكثر الخروقات خلال ساعات صباح اليوم وسط البلاد، إذ أفاد المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي"، محمد السباعي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ "الطيران الحربي استهدف صباح اليوم بالصواريخ الفراغية، منازل المدنيين في تلبيسة والزعفرانة والفرحانية، كما تقصف مدفعية النظام وراجمات صواريخه، منذ فجر اليوم، مدينة تلبيسة، وكذلك قرية الشعبانية في ريف حمص الشمالي".
وأضاف السباعي أنّ "الثوار، ورداً على استهداف النظام للمناطق المدنية في ريف حمص الشمالي اليوم، استهدفوا، بقذائف المدفعية، تجمعات ومواقع قوات النظام في قرى المشرفة والمختارية والأشرفية الموالية".
ورصد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، سقوط قذيفتين على مناطق في حي الزهراء الذي تقطنه غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية في مدينة حمص، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، بينما سقطت عدة قذائف على مناطق في قرى النجمة والأشرفية والمختارية في ريف حمص الشمالي، ومناطق أخرى في قرية المشرفة بريف حمص الشرقي، والخاضعة لسيطرة قوات النظام، ما أدى إلى أضرار مادية".
ومنذ فجر أمس، كان تصعيد النظام قد ازداد عنفاً في مناطق سيطرة المعارضة شمالي حمص، إذ استهدف طيرانه الحربي، قرية تيرمعلة بقنابل فورسفورية وصواريخ فراغية، بحسب ما أفاد مدير "شبكة سوريا مباشر"، علي باز، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، كما ذكرت مصادر أخرى هناك أمس، أنّ "أربعة مدنيين قُتلوا، وأصيب عدد من الجرحى، بعد قصف بالمدفعية الثقيلة لقوات النظام السوري وانفجار مخلفات عنقودية في مدينة تلبيسة".
وقال عضو "مركز تلبيسة الإعلامي"، المكنّى بأبي شريف، أمس السبت، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التصعيد العسكري عاد في مدينة تلبيسة، من خلال القصف المدفعي الذي استهدف أحياء المدينة، خاصةً الأحياء السكنية البعيدة عن أي خطوط اشتباك أو جبهات"، مشيراً إلى أنّ "الهدنة بعد مقتل ثلاثة شبان نتيجة انفجار مخلفات عنقودية ألقتها الطائرات الروسية والطائرات التابعة للنظام، فضلاً عن سقوط قتيل مدني وإصابة ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال وامرأة، تكون قد انهارت بشكل كامل، إذ لم تصمد سوى يومين فقط من تاريخ إعلانها".
كما شنّت طائرات النظام السوري، ليلاً، غارات عدّة استهدفت مناطق سيطرة المعارضة السورية شمالي محافظة حماه. وقالت مصادر "العربي الجديد" إنّ "الطيران الحربي استهدف ليلاً، بالصواريخ الفراغية، مدينة اللطامنة، بينما قصفت راجمات صواريخ ومدفعية النظام المتمركزة في حاجز بريديج، قرية الجنابرة في ريف حماه الشمالي".
وفي محافظة حلب، بدت الأوضاع الميدانية، صباح اليوم، شبه هادئة، قياساً بالأيام الستة الفائتة من الهدنة، إذ أفادت مصادر ميدانية، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّه "على الرغم من استمرار تحليق الطيران الحربي، وسماع أصوات القصف بين حين وآخر، فإن الهدوء الحذر، هو السمة العامة للمشهد في حلب"، مضيفةً أنّ "غارات ليلية استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية غربي وجنوبي حلب، أبرزها: بلدة كفرناها، ومحيط خان طومان".
وينسحب ذات المشهد تقريباً على الوضع في محافظة إدلب، إذ إن صباح اليوم السابع للهدنة، بدا هادئاً نسبياً، لكن المحافظة كانت تعرضت ليلاً لعدة غارات، أدت إحداها، بحسب الناشط محمد المعراوي، إلى "مقتل شخص واحد وإصابة مدنيين آخرين في بلدة الحامديّة بريف معرة النعمان الجنوبي"، كما تسبب هجوم مماثل في "سقوط جرحى في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي".
وفي سياق التطورات الميدانية لكن قرب العاصمة دمشق، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم، أنّ "الاشتباكات بين قوات النظام وحزب الله اللبناني من جهة، وفيلق الرحمن من جهة أخرى، استمرت في محور معمل كراش بحي جوبر عند أطراف العاصمة، ترافقت مع سقوط قذيفتين أطلقتهما قوات النظام على مناطق في الحي. كما سقطت قذيفة هاون على منطقة قرب معمل الصابون في المنطقة الصناعية بحي القابون، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية".
بدوره، أصدر "الائتلاف الوطني السوري" تقريراً، أمس، أحصى فيه "181 خرقاً لقوات النظام، خلال الأيام الخمسة (الأولى) للهدنة"، باستثناء مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مبيّناً أن "الانتهاكات بلغت في اليوم الخامس للهدنة فقط، 51 خرقاً، بواقع "16 خرقاً في حلب، 10 في حماه، 9 في ريف دمشق، 7 في إدلب، 6 في حمص، 1 في درعا، 1 في القنيطرة، وخرقٌ واحد في حي جوبر (شرقي العاصمة دمشق)".