ولم يتبيّن حتّى الآن حصيلة المصابين جراء هجوم الكلور حسب ما أفاد ناشطون، غير أن فرق الدفاع المدني، قالت إنها هرعت إلى مكان الحادثة لإجلاء المصابين.
وكانت عربين قد تعرّضت، في الساعات الأخيرة، لموجة قصف جوي وصاروخي ومدفعي، ما أوقع 8 قتلى، بينهم امرأتان وطفل، فضلاً عن إصابة العشرات من المدنيين.
وتمّ استهداف عربين بـ9 براميل متفجرة، و15 غارة جوية، بينها غارتان بصواريخ "نابالم" الحارق المحرّم دولياً، وأكثر من 50 صاروخ "غراد" من راجمات الصواريخ.
قُتل مدني واحد على الأقل وأصيب عدد آخر جراء استهداف مدينة سقبا بغارات جوية وقصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري.
وبلغ عدد ضحايا عمليات القصف من قبل النظام السوري وروسيا، أمس السبت، في مجمل بلدات الغوطة الشرقية، نحو 30 قتيلاً.
كما تعرّضت مدينتا زملكا وحرستا، لغارات جوية مكثفة، اليوم الأحد، أوقعت إصابات في صفوف المدنيين، فيما سقطت عشرات قذائف المدفعية على منطقتي عين ترما وجوبر.
كذلك استهدفت طائرات النظام السوق الشعبي في مدينة عين ترما بغارات جوية ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين.
وتستمر حملة النظام السوري العسكرية على الغوطة، منذ أربعة أسابيع، على الرغم من صدور القرار 2401 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 24 فبراير/شباط الماضي، والذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والسماح بدخول المواد الغذائية والإجلاء الطبي، بينما سعت روسيا إلى تجاوز القرار، عبر "هدنة إنسانية" أعلنتها من جانب واحد لخمس ساعات يومياً.
ويتزامن ذلك، مع تواصل المعارك، على أكثر من محور في الغوطة الشرقية، بين مقاتلي المعارضة، وقوات النظام التي تمكّنت، أمس السبت، من تحقيق تقدّم على الأرض، من خلال سيطرتها على بلدة مسرابا، لتقترب أكثر من تحقيق هدفها، في شطر الغوطة إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وربما تعمد قوات النظام إلى شطر الغوطة إلى ثلاثة أقسام، حيث تسعى إلى عزل مدينة حرستا عن مدينة دوما، وعزل الاثنتين عن بقية مدن الغوطة، ومن ثم التعامل مع كل جيب على حدة، سواء عسكرياً أو لجهة محاولة فرض شروط للتسوية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ قوات النظام تقدّمت داخل بلدة مسرابا، رغم استمرار الاشتباكات مع فصيل "جيش الإسلام" المعارض، مشيرة إلى أنّه بالسيطرة على مسرابا، يبقى أمام قوات النظام بلدة مديرة، وبعض الأراضي الزراعية في محيطها، لتصل إلى ثكنة "إدارة المركبات" التي تنتشر على أطرافها فصائل معركة "بأنهم ظلموا" المعارضة.
وقد سيطرت قوات النظام أيضاً، على "كتيبة الإفتريس"، بعد اشتباكات مع فصيل "فيلق الرحمن" المعارض، خسرت خلالها 30 عنصراً.
وتقدّمت قوات النظام، في البساتين الفاصلة بين مدينتي حرستا ودوما، في محاولة لفصل مدينة حرستا عن مدينة دوما التي يسيطر عليها فصيل "جيش الإسلام"، ومدن وبلدات القطاع الأوسط التي يسيطر عليها "فيلق الرحمن".
وقال حمزة بيرقدار، الناطق باسم "جيش الإسلام"، لوكالة "ستيب الإخبارية"، إنّ "المعارك ما زالت محتدمة بين كر وفر، فيما قام عناصرنا باسترجاع كل من المزارع الشرقية من مدينة دوما والمتاخمة لمزارع الشيفونية، إضافة إلى مزارع بلدة مسرابا المتاخمة للأشعري".
وأكد بيرقدار، في تغريدة على "تويتر"، مقتل نحو 229 عنصراً من قوات النظام والمليشيات المساندة، لها خلال الاشتباكات على أطراف الغوطة الشرقية، في الأسبوع الأول من مارس/آذار الجاري، إضافة إلى تدمير دبابتين، ورشاشين مضادين متوسطين، فضلاً عن إسقاط طائرة استطلاع.
— حمزة بيرقدار (@HA_alshami05) March 11, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— حمزة بيرقدار (@HA_alshami05) March 11, 2018
|
وكان "جيش الإسلام" أعلن قطعه الطريق الدولي "دمشق-بغداد"، في منطقة القلمون الشرقي قرب العاصمة دمشق، وذلك بعد استهداف القطع العسكرية المحيطة به، وهو أحد أهم طرق إمداد قوات النظام، من وإلى المطارات العسكرية.
وبالتزامن مع عمليات القصف المكثفة، والتقدّم المحدود على الأرض، تنشط ماكينة النظام السوري الإعلامية، ومعها الماكينة الروسية، في الترويج لقرب سقوط الغوطة الشرقية، وترحيب الأهالي بذلك، مع الضغط على فصائل المعارضة.
وفي هذا السياق، روّجت وسائل إعلام النظام، بأن هناك اتفاقاً بين أهالي بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، والنظام "لإخراج المسلحين من البلدة، وفق بنود متفق عليها بين الأطراف، فيما خرجت مسيرات موالية للجيش السوري جابت البلدة منذ عدة أيام، وما زالت مستمرة"، وفق صفحة "دمشق الآن" التي تديرها المخابرات السورية.
من جهتها، نشرت صفحة "عرين الحرس الجمهوري"، أسماء من زعمت أنّهم متعاونون مع النظام السوري في حمورية، وقالت إنّهم يقودون التحركات "المؤيّدة" للنظام في البلدة.
عرين الحرس الجمهوريSaturday, 10 March 2018" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
كما زعمت وسائل إعلام النظام، أنّ 4 أشخاص قُتلوا، أثناء محاولتهم الخروج من "الممر الإنساني" المؤدي من جسرين إلى المليحة، بعد استهدافهم من جانب مقاتلي المعارضة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ عدد الضحايا المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، "شهد تصاعداً كبيراً، نتيجة انتشال المزيد من الجثامين، ليرتفع عدد الضحايا إلى 1099، بينهم 227 طفلاً دون سن الـ18، و154 امرأة".
كما تسبّب القصف، خلال هذه الفترة، بحسب المرصد، في إصابة أكثر من 4378 مدنيا، بينهم مئات الأطفال والنساء بجراح متفاوتة الخطورة، فيما تعرّض البعض لإعاقات دائمة.
(مصدر الصور: Getty)