النظام يسطو على أملاك المعارضين في درعا ويسوق الشبان للخدمة العسكرية

12 أكتوبر 2018
يخرق النظام اتفاقات التسوية الموقعة في درعا(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -

 
أصدر النظام السوري قراراً بالحجز على ممتلكات أعضاء سابقين في منظمات المجتمع المدني أو "الحكومة السورية المؤقتة" في درعا، جنوبي سورية، بالتزامن مع وصول تبليغات لعشرات الشبّان في المحافظة، للالتحاق بالخدمة العسكرية الاحتياطية، في خرقٍ لاتفاقات التسوية الموقعة معهم.

وقالت مصادر محلية لوكالة "سمارت"، إن النظام أصدر قراراً بتاريخ 3 آب/أغسطس 2018، يقضي بحجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لشريحة واسعة من العاملين سابقاً في منظمات المجتمع المدني و"الحكومة المؤقتة" في درعا، إضافةً إلى ممتلكات أولادهم وأزواجهم.

وأضافت المصادر أن قرار الحجز جاء بتهمة "ثبوت التورط بالأعمال الإرهابية السائدة في القطر"، مرجحين أنه صادر عن "محكمة الإرهاب"، مشيرة الى أن من شمله القرار لم يبلغ به بشكل رسمي، لكنه عَلم به عند مراجعته "دائرة السجل العقاري" التابعة للنظام، لافتين إلى أن النظام لم يسبق أن حقق مع المستهدفين، أو استدعاهم للاستجواب، مكتفياً بالتوقيع معهم على التسوية، دون أي مساءلة.

من جهته، قال عضو القيادة في "الجبهة الجنوبية" سابقاً، أبو توفيق الديري، لـ"العربي الجديد"، إن هذا القرار متخذ أصلاً من جانب النظام، وهو قرار بالحجز على أموال كل من شارك بالثورة، وقد طبق بالفعل في بعض الحالات، حتى قبل سيطرة قوات النظام على محافظة درعا، معتبراً أن النظام بدأ الآن في تطبيق قراراته "بشكل أنشط وتحت ذرائع مختلفة".

وكانت قوات النظام أجرت عمليات "تسوية" في المدن والبلدات التي سيطرت عليها مؤخراً في محافظة درعا، بينما خرج الرافضون للتسوية إلى الشمال السوري.

على صعيد آخر، ذكرت مصادر محلية أن تبليغات وصلت لعشرات الشبّان في محافظة درعا، للالتحاق بالخدمة الاحتياطية في جيش النظام، في خرقٍ آخر لاتفاق "التسوية".

وقال الناشط محمد الشلبي لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام، وإن كانت لا تزال لا تتحكم بكل الأمور في محافظة درعا، بسبب القيود التي تضعها في وجهها القوات الروسية، إلا أنها تزيد في الآونة الأخيرة من خرقها لاتفاقات التسوية مع أهالي درعا، سواء مع العسكريين منهم أم مع المدنيين، مذّكراً بأنه من المفترض أن يخدم الشبان في درعا ضمن صفوف "الفيلق الخامس"، وفي مناطق محافظة درعا، وليس خارجها.



وفي السياق ذاته، أفاد مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، بأن ممثلين عن "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام السوري، زاروا محافظة السويداء، واجتمعوا مع شيوخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، بهدف الطلب من الشبان من أبناء المحافظة الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية.

وأوضح المصدر أن الوفد وعد بأن تكون خدمة هؤلاء الشبان في المنطقة الجنوبية، وسط تشكيك من جانب أهالي السويداء بصدقية هذه الوعود، متحدثاً عن حالة من الاحتقان والتوتر تسود المدينة جراء ذلك. وقدرت مصادر محلية عدد المتخلفين عن الخدمة الإلزامية في محافظة السويداء بنحو 30 ألف شاب.

وكان وفدٌ من الجيش الروسي زار أمس السويداء، والتقى مع فصيل "قوات شيخ الكرامة" في المدينة، وبحث معه التطورات الأخيرة، طالباً منه إعادة ترتيب صفوفه وتنظيم الأسلحة بيد العناصر بهدف حماية المدينة.

وبحسب شبكة "السويداء 24"، فإن روسيا تحاول الإشراف على تدريب فصائل السويداء وتوزيع السلاح الخفيف والثقيل عليها، متوقعةً أن يكون هدف روسيا النهائي هو نشر الشرطة العسكرية الروسية في المدينة.

وأوضحت الشبكة أن الجانب الروسي أكد على عدم السماح بتوتر الأوضاع داخل المدينة، وطرح عليهم التباحث بتسويةٍ للتشكيلات المحلية المشابهة لهم، تضمن لهم البقاء ضمن المحافظة وحمايتها.