شرع "مكتب الأمن الوطني" التابع للنظام السوري، أخيراً، في جمع أسماء الشخصيات التي قد تكون مرشحة للمشاركة في "مؤتمر الشعوب السورية" داخل سورية، برعاية روسية، للوصول إلى توافقات لحل الأزمة السورية، تحت شعار مؤتمر "سوري – سوري".
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن "مكتب الأمن الوطني الذي يترأسه اللواء علي مملوك، طلب من جميع الأفرع الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرته، رفع قوائم بأسماء جميع الناشطين والفاعلين في التجمعات السياسية والاجتماعية والدينية، إضافة إلى المسلحين في قطاعات عملهم، ليتم انتقاء شخصيات منهم للمشاركة في المؤتمر الذي يتم العمل عليه، والذي سيتم فيه جمع شخصيات من مختلف المكونات القومية والطائفية والسياسية والاجتماعية والمدنية، مع ممثلين عن النظام".
ولفتت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أنه "قد يكون هناك شخصيات سورية من خارج البلاد"، مشيرةً إلى أنه "من المتوقع أن يعقد المؤتمر إما في القاعدة العسكرية الروسية بحميميم، أو في مطار دمشق الدولي".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقترح، الأسبوع الماضي، عقد ما سماه "مؤتمر الشعوب السورية"، قائلاً، خلال كلمة في منتدى "فالداي"، إن فكرة المؤتمر تهدف إلى تحقيق السلام عبر جمع ممثلين عن الجماعات "العرقية" كافة في سورية.
وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية، اليوم الخميس، عن من وصفته بمصدر قريب من منظمي "مؤتمر شعوب سورية"، المزمع عقده في سورية، قوله: إنه "من المخطط عقد المؤتمر في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وستوجه الدعوة للمشاركة فيه إلى ممثلي جميع التيارات المعارضة، ومختلف الطوائف الدينية، إضافة إلى مشايخ القبائل السورية".
وأضاف المصدر أنّ "الدعوة ستشمل أيضاً ممثلي الفصائل العاملة في الميدان"، مشيراً إلى أن المنتدى المرتقب "لا تزال تفاصيله لم تحدد بكاملها، كما أنه لم يجر بعد توزيع الدعوات". وبحسب منظمي المؤتمر، فإن المنتدى سيركز على مناقشة "دستور البلاد".
وحول احتمال أن يكون المؤتمر بديلاً عن مفاوضات جنيف، قال المصدر إن "جنيف تعتبر مساراً رئيساً، وباقي الجهود تأتي دعماً لهذه العملية".
وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلت بدورها، أمس الأربعاء، عن عضو "مجلس سورية الديموقراطية"، وائل ميرزا، قوله إن "المؤتمر سيحضره 1500 شخص من كل المكونات السورية وكل المحافظات، لمناقشة سورية بعد الحرب"، مبيناً أن المؤتمر سيكون بضمانة روسية في قاعدة حميميم باللاذقية.
ولفت ميرزا إلى أن المؤتمر كان من المفترض عقده في 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لكنه تأجل ليصبح الموعد الجديد بين 7 و10 الشهر المقبل، إلا أنهم (الروس) لم يحددوا برنامج العمل. وأكّد أن "لا أحد يعرف جدول أعمال المؤتمر، عناوين عريضة فقط، يوجد الكثير من الأمور غير الواضحة يجب العمل عليها".
يشار إلى أن "الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة، كانت قد أعلنت، الإثنين الماضي، رفضها المشاركة في المؤتمر المتوقع عقده في قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية، في وقت يعرب كثير من الشخصيات المعارضة والناشطين عن أن يكون المؤتمر أحد محاولات الروس سحب العملية التفاوضية من جنيف إلى حميميم، والعمل على احتواء المعارضة، ضمن صيغة ما تعيد بها إنتاج النظام والحفاظ على سيطرته على مفاصل السلطة.