وأفادت مصادر محلية في الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد"، بأن هجوما بقذائف مدفعية تحتوي غازات سامة، على حي سكني في دوما المحاصرة من قبل قوات النظام والملشيات الموالية لها، تسبب في إصابة العديد من المدنيين بينهم أطفال، في الوقت الذي قالت فيه مصادر طبية في الغوطة إن عدد الضحايا بلغ 21 مدنياً.
وقال "الدفاع المدني السوري" في ريف دمشق، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن "حصيلة حالات الاختناق في صفوف المدنيين ارتفعت إلى 21 مصابا جلهم من الأطفال والنساء، إثر قصف لقوات النظام بقذائف تحمل غاز الكلور السام"، لافتا إلى أن فرقه "قامت بواجبها في إسعاف الحالات إلى المركز الطبي وإخلاء العديد من العائلات من المكان المستهدف حفاظا على سلامتهم، وعرض عددا من الصور للمصابين وعملية إسعافهم".
من جهته، قال الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية يوسف البستاني، لـ"العربي الجديد"، إن "القصف مازال مستمرا على مختلف مناطق الغوطة الشرقية، وخاصة مدينة دوما وحرستا وعربين ومديرا، إضافة إلى قصف الأسد للمرة الثانية خلال 9 أيام مدينة دوما بغاز الكلور السام، ولكن اليوم اقترب أكثر على المدنيين".
ولفت إلى أن "حي الملعب تم قصفه بشكل هستيري، حيث إن هذا الحي مكتظ بالسكان، الذين يقدر عددهم بأكثر من 15 ألف مدني"، موضحا أن "القصف طاول أطراف الحي ولو أن القصف استهدف وسط الحي لكانت مجزرة كبيرة وقعت اليوم".
بدوره أصدر "المجلس المحلي لمدينة دوما" بيانا، وصل "العربي الجديد" نسخة منه، قال فيه "تعرضت مدينة دوما اليوم الإثنين 22-1-2018، لاعتداء باستخدام غارات سامة للمرة الثانية خلال تسعة أيام وقد حدث ذلك في تمام الساعة 5.45 صباحا، فيما حدث الاعتداء الأول في 13-1-2018".
من جانبه، قال مسؤول العلاقات الخارجية في "مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية" نضال شيخاني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "تكرار استخدام هذه المواد اليوم هو استباحة وطعن لكافة المعايير والاتفاقيات والقرارات الدولية، وتحد صارخ لاتفاقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأعضائها وبنودها".
وتابع "أعتقد بأن مسؤولية إيقاف هذه المهزلة تقع على عاتق الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعدما أكدت آلية التحقيق المشتركة JIM في العام 2017 على تورط نظام الأسد باستخدامه لمادة السارين على خان شيخون".
ويفيد المركز بأن عدد عمليات الاستهداف بالأسلحة الكيميائية، كان قد وصل حتى نهاية العام الفائت، إلى 252 استهدافا، تسبب في مقتل 3418 شخصا موثقين بالاسم، وإصابة 13631 شخصا تقريبا.
وكان "مركز الغوطة الإعلامي" قد وثق ارتقاء 52 قتيلا مدنياً بينهم 6 أطفال و6 نساء في مدينة دوما من بداية الشهر الجاري قضوا بقصف مدفعي وصاروخي وجوي لقوات النظام. كما تم توثيق أكثر من ضعف العدد من الجرحى المدنيين جلهم من الأطفال والنساء.
وفي ريف إدلب، تحدث الدفاع المدني في المحافظة عن خروج مركزه في مدينة سراقب عن العمل نتيجة قصفه بصاروخ ارتجاجي من الطيران الروسي، محدثا أضرارا مادية كبيرة في البناء ومعدات المركز وسيارات الإسعاف، دون وقوع إصابات بشرية.
وطاول القصف الجوي الروسي اليوم الإثنين بصواريخ فراغية محيط مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، ومحيط قريتي بكسريا وخربة الجوز بريف إدلب الغربي، مسفرا عن أضرار مادية.
وأسفر القصف الجوي الروسي في وقت متأخر مساء أمس عن مقتل مدني وإصابة آخرين في بلدة الغدقة، بريف إدلب الجنوبي بحسب ما أفادت به مصادر محلية.
كما سيطرت قوات النظام اليوم الإثنين بدعم من المليشيات الموالية لها والطيران الروسي بعد معارك مع "هيئة تحرير الشام"، على قرى تبارة الخشير، ورسم الجنى، ومشيرفات الحاج، وعطشانة شرقي، وماسح، وتل ماسح، وأم المحاجر، في محور تل الضمان بريف حلب الجنوبي شمال شرق مطار أبو الظهور العسكري، بحسب ما أفادت به مصادر محلية "العربي الجديد".
وجاء ذلك التقدم بعد ساعات من سيطرة قوات النظام بشكل كامل على مطار أبو الظهور العسكري الواقع على الحدود الإدارية بين إدلب وحلب.