وذكرت مصادر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الطيران الحربي الروسي، شنّ، منذ صباح اليوم، أربع غارات على بلدة الهبيط ومحيطها، وغارات على بلدات النقير والشيخ مصطفى وكفرعويد والفطيرة ومعرة مصرين، وعلى مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع غارات على مدينة اللطامنة وقرية الزكاة في ريف حماة الشمالي".
وأوضحت المصادر أنّ "طيران النظام السوري، ألقى بدوره صواريخ فراغية أدت إلى دمار في ممتلكات المدنيين وأضرار في المحاصيل الزراعية"، مشيرة إلى أنّ "فرق الدفاع سارعت إلى تفقد الأماكن التي تعرّضت للقصف، وتأكدت من عدم وجود إصابات".
وأضافت المصادر أنّ سكان البلدات التي تعرّضت للقصف، نزح معظمهم إلى مناطق أكثر أمناً في ريف إدلب.
وذكرت المصادر أنّ حصيلة الضحايا، أمس السبت، جراء القصف الروسي والقصف من قوات النظام، بلغت ثلاثة عشر قتيلاً وأكثر من خمسين مصاباً، موضحة أنّ من بين القتلى خمسة أطفال بينهم ثلاث إناث، إضافة لأربع نساء ومتطوع من الدفاع المدني، قضوا في بلدات وقرى أرنبة، محمبل، الهبيط، قلعة المضيق، التوبة، معرتحرمة، ركايا سجنة، حسانة، حيش الفطيرة.
وتتعرّض محافظتا إدلب وحماة وسط وشمالي سورية، هذا الأسبوع، لحملة قصف هي الأعنف منذ دخول اتفاق سوتشي حيز التنفيذ، في سبتمبر/ أيلول الفائت. وحال الاتفاق الذي وقّعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي، جنوبي روسيا، في سبتمبر/ أيلول 2018، دون تنفيذ النظام السوري وحلفاؤه هجوماً عسكرياً على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو أربعة ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وقُتل نحو 40 مدنياً وأصيب أكثر من 80 من المدنيين، خلال الأيام الخمسة الأخيرة، كما تسبب التصعيد بنزوح ما لا يقل عن 43 ألف نسمة، بحسب إحصائية فريق "منسقو الاستجابة" ليرتفع عدد النازحين الكلي إلى أكثر من 259 ألف نسمة، منذ مطلع فبراير/ شباط من العام الحالي.
وأوضح فريق "منسقو الاستجابة" أنّ القوات الروسية وقوات النظام استهدفت أكثر من 91 نقطة، من ضمنها 13 نقطة حيوية، تشمل أربعة مراكز طبية ومشافي، ونقطتين للدفاع المدني ومخيمين للنازحين، وخمس منشآت تجرى فيها العملية التعليمية.
كما أحصت شبكات محلية في إدلب مقتل 114 شخصاً في المحافظة، خلال شهر إبريل/نيسان المنصرم، بينهم 65 رجلاً، و30 طفلاً، و19 سيدة.
ويأتي تصعيد حملة القصف، منذ الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع دفع النظام تعزيزات للمنطقة وإخلاء بعض بلدات ريف حماة الشمالي من المدنيين، ما دفع البعض إلى توقّع حدوث هجوم شامل أو هجمات محدودة على المنطقة.
كما يأتي التصعيد على الشمال السوري بعد إعلان وفد المعارضة إلى محادثات "أستانة 12"، يوم الجمعة الماضي، عن اتفاق يقضي بتسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا في المنطقة منزوعة السلاح، مطلع مايو/أيار الجاري.
ومساء أمس السبت، أعلنت وزارة الدّفاع التركيّة إصابة جنديَّين تركيَّين بجروح طفيفة، في إطلاق نار من مدفعيّة هاون على مركز مراقبة في شمال غرب سورية، انطلاقاً من مناطق تحت سيطرة النظام.
وجاء في بيان للوزارة أنّ "اثنين من رفاقنا في السلاح أُصيبا بجروح طفيفة، حين أصابت قذائف أطلِقَت، في تقديرنا، انطلاقاً من المناطق التي يُسيطر عليها النظام، أحد مراكزنا للمراقبة في جنوب منطقة خفض التصعيد في إدلب". وتمّ إجلاء العسكريّين إلى تركيا للعلاج، بحسب المصدر ذاته.