واصلت مروحيات النظام السوري اليوم، قصفها بالبراميل المتفجرة، لمدينة داريا بريف دمشق، والتي تتعرض منذ أسابيع، لتصعيدٍ عسكري، إذ تواصل قوات النظام محاولاتها للتقدم، وسط قصف ناريٍ كثيف، أدى منذ أيام لخروج المشفى الميداني هناك عن الخدمة.
وأكد الناشط الإعلامي فادي الديراني لـ"العربي الجديد"، أن "مروحيات النظام جددت اليوم قصفها للمدينة، وألقت ثمانية براميل متفجرة حتى ساعات الظهر"، مشيراً إلى أن الطائرات العسكرية ألقت يوم أمس أكثر من ثلاثين برميلاً على داريا، بالتزامن مع محاولة قوات النظام، للتقدم من الجهة الغربية لداريا، مدعومة بدباباتٍ و آلياتٍ مدرعة.
وكان عدد من سكان المدينة التي تشهد منذ أسابيع، تصعيداً بالقصف من قبل طيران النظام استخدمت فيه قنابل "النابلم"، نظموا وقفة احتجاجية أمس "طالب المدنيون فيها بوقف تصعيد النظام ضدهم، ووفاء الأمم المتحدة بالتزاماتها اتجاه المناطق المحاصرة"، بحسب ما أكد الناشط الديراني المتواجد هناك.
وقال المجلس المحلي في داريا، إنه و"رغم تواصل القصف بالبراميل المتفجرة، نظمت مجموعة من النساء والأطفال المحاصرين في مدينة داريا وقفة جماعية احتجاجاً على استمرار ظروف القصف والحصار والتصعيد العسكري على المدينة"، مشيراً إلى أن "الأهالي لم يتمكنوا من التجمع في شوارع المدينة (بسبب القصف المتواصل) بل اضطروا إلى استخدام أحد الأقبية، ورفع الأطفال لافتات تطالب بالوقف الفوري للقصف بالبراميل والنابالم، وإدخال المساعدات الإنسانية التي تُحرم المدينة منها رغم الحاجة الماسة إليها".
وقد ارتفعت الأسبوع الماضي، وتيرة التصعيد العسكري لقوات النظام على داريا، التي تبعد عن وسط دمشق بأقل من سبعة كيلو مترات، إذ تم استهداف المدينة كما أكد نشطاءٌ فيها بقنابل النابلم، وأدت إحدى الهجمات، لإخراج المشفى الميداني هناك عن الخدمة.
واعتبر "المجلس المحلي لمدينة داريا" في بيان له حول استهداف المشفى الميداني يوم الجمعة الماضي، أنه "من العار حقاً أن يتواصل هذا الصمت المريب من المجموعة الدولية لدعم سورية ISSG ومن كافة الدول والمنظمات المعنية عن تحديد هوية الأطراف التي تنتهك اتفاق وقف الأعمال القتالية والقرار الدولي (2254)"، مطالباً "الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات ملزمة لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الأسد ضد السوريين والوقف الفوري لعمليات القصف العشوائي وإدخال المساعدات الانسانية والطبية فوراً إلى المدنيين داخل داريا".