النظام السوري يواصل حملته على جنوب دمشق... ويسعى لتقطيع مناطق "داعش"

29 ابريل 2018
غارات روسية استهدفت مخيم اليرموك (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -

واصلت قوات النظام السوري، اليوم الأحد، قصفها الجوي والمدفعي لمخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق، في أعقاب التقدم الذي أحرزته أمس في منطقة القدم التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن غارات جوية روسية استهدفت، صباح اليوم، أطراف مخيم اليرموك وبلدة يلدا وحي القدم، فيما سقطت العديد من قذائف المدفعية على مخيم اليرموك والحجر الأسود.  

وكانت قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها تمكنت، أمس، مستعينة بالدبابات، من تحقيق تقدم في محور حي القدم أمام تنظيم "داعش"، وسيطرت على عدد من النقاط، أهمها حي المأذنية والعسالي والجورة المنطقة الصناعية، إضافة إلى السيطرة على شبكة أنفاق كان عناصر التنظيم يستخدمونها للتنقل بين الحجر الأسود وحي القدم

وقدرت تلك المصادر أن قوات النظام باتت تسيطر الآن على نحو 70 بالمائة من حي القدم.

وكان تنظيم "داعش" شنّ هجوماً موسعاً من ثلاثة محاور، من مواقعه في مخيم اليرموك والحجر الأسود، على مواقع فصائل المعارضة الفاصلة بين الحجر الأسود ويلدا، وسيطر على موقع المشفى الياباني الحيوي، وعلى مبنى القباني في يلدا، وذلك بعد انهيار تحصينات فصائل المعارضة نتيجة القصف الذي تعرضت له في وقت سابق من جانب طيران النظام.

ويقول ناشطون في المنطقة إن قوات النظام تسعى، كما يبدو، إلى حصر تنظيم "داعش" داخل جيب صغير في جنوب دمشق، وتقطيع أوصال مناطق سيطرته، وتشتيت قوته داخل الجنوب الدمشقي، لإجباره على تنفيذ اتفاق سابق جرى التوصل إليه بواسطة وجهاء من المنطقة، ويقضي بترحيل مقاتليه إلى منطقة البادية السورية الشرقية.



وبشأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق بين ممثلي النظام والمناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، قال بيان لوفد المعارضة إن التحضيرات بدأت لإخراج رافضي إتمام "المصالحة" مع عوائلهم بسلاحهم الفردي، وبضمان الحكومة الروسية، على أن "تبدأ عملية الخروج بعد تأمين جبهات المنطقة".

ويمكن، بحسب بنود الاتفاق، للراغبين في البقاء تسليم سلاحهم للشرطة العسكرية الروسية، وإكمال التسوية مع قوات النظام، على أن تقع مسؤولية حماية البلدات الثلاث على الشرطة العسكرية الروسية. كما يلتزم النظام بتقديم جميع أشكال الدعم الإنساني للمتبقين في البلدات، و"تأمين العودة السريعة لمؤسسات الدولة الاقتصادية والخدمية والطبية والتعليمية".

وقضى الاتفاق بمنح تأجيل لمدة ستة أشهر للمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، و"يمكن لمن قاموا بتسوية وضعهم بالتطوع".

وبحسب مصادر محلية، فإن وجهة المهجرين ستكون إلى إدلب وريف حلب الشمالي، وربما نحو مدينة درعا أيضا.

وكان الشيخ  أبو ربيع، رئيس لجنة المُصالحة في بلدة يلدا، أكد أن الاتفاق الذي يشمل بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم "سيكون ساري المفعول بعد الانتهاء من ملف "داعش"، ويتضمن بقاء الراغبين بالتسوية، وخروج الفصائل الرافضة لها إلى وجهة لم تحدد بعد، مع ضمانات بتأمين الطريق".

وأضاف أبو ربيع، خلال حديثه إلى تجمع من الموطنين في يلدا، أن الاتفاق يتضمن عودة أهالي بلدات البويضة وحجيرة والذيابية والسيدة زينب والحجر الأسود ومخيم اليرموك، الموجودين كضيوف في البلدات الثلاث، إلى بلداتهم. 

كما يتضمن أيضاً، إصدار عفو عن المنشقين والمتهمين بالتهرب من الخدمة العسكرية، وإعطاءهم مدة ستة أشهر قابلة للتمديد تبدأ حين الانتهاء من ملف تنظيم "داعش" في مخيم اليرموك، شرط عدم زج أبناء البلدات الثلاث من المتخلفين والمنشقين في الجبهات الساخنة، وفرزهم للخدمة في دمشق وريفها.

ويضمن الجانب الروسي عدم دخول قوات جيش النظام أو أجهزة مخابراته إلى البلدات الثلاث، أو تنفيذ مداهمات فيها، وأن يتم حصر وجودهم في المحيط كحواجز تفتيش فقط، مع نشر قوات بين البلدات الثلاث والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الطائفية في محيط السيدة زينب.

وأوضح أن وفد النظام وروسيا اشترط عدم إدخال أية مواد غذائية إلى مناطق سيطرة تنظيم "داعش" عبر حاجز العروبة، مقابل  فتح حاجز ببيلا- سيدي مقداد، تحت طائلة إعادة إغلاق المعبر في حال وجود أي خرق لهذا البند.

وكان النظام قد فتح حاجز ببيلا – سيدي مقداد، يوم الجمعة، بشكل جزئي تنفيذاً للاتفاق، مع إجراء عمليات إخلاء لـ15 مصابا باتجاه شمال سورية عبر الهلال الأحمر السوري.

ولفت عدد من الناشطين وشهود العيان إلى تدهور الحالة الإنسانية للمدنيين في منطقتي مخيم اليرموك والحجر الأسود نتيجة عمليات القصف وتشديد الحصار الغذائي، فيما مايزال العديد من المدنيين عالقين تحت ركام الأبنية في مخيم اليرموك جراء عمليات القصف، حيث لم يتمكن الأهالي من إنقاذهم بسبب عدم توفر الإمكانات والمعدات الضرورية.