شنّت قوات النظام السوري والمليشيات المحلية والأجنبية التي تقاتل إلى جانبها، في شمال حلب، هجوماً على منطقة الملاح الاستراتيجية فجر اليوم الخميس، وتمكنت من التقدم في المنطقة، لتسيطر على مساحات من منطقة الملاح. وترصد هذه القوات بالرشاشات المتوسطة طريق الكاستلو، الذي يعتبر آخر خطوط إمداد المعارضة إلى حلب، وبالتالي تنجح في فرض حصار على السكان، وقوات المعارضة، بمناطق سيطرتها بمدينة حلب.
مصادر محلية، أوضحت لـ"العربي الجديد"، أن "قوات المعارضة تراجعت ليل الأربعاء في منطقة الملاح، بعد هجوم عنيف لقوات النظام، أفضى إلى وصول قوات النظام إلى جامع الملاح، الذي يبعد نحو كيلومترين اثنين فقط عن طريق الكاستلو، لتتمكن قوات النظام من رصد الطريق، وقطعه بشكل كامل".
كما لفتت إلى أن قوات المعارضة تشن منذ فجر اليوم، هجمات مضادة على المنطقة، بهدف استعادة النقاط التي خسرتها، وإبعاد قوات النظام عن طريق الكاستلو، ذلك أن قوات النظام التي تقدمت إلى منطقة جامع الملاح، هي فعلياً في وضع ميداني غير مريح، بسبب عدم وجود خط إمداد مفتوح لها، بحكم تجاوزها خطوط قوات المعارضة وبقاء قوات الأخيرة خلفها.
بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هجوم قوات النظام على منطقة الملاح، والذي أدى لقطع طريق الكاستلو، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية عشرات الغارات على مناطق الاشتباك، ومناطق أخرى في طريق الكاستلو شمال حلب، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام على المناطق ذاتها.
كما أشار إلى أن اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، في محيط دوار شيحان بمدينة حلب، وترافق ذلك مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباك.
الناشط حسن الحلبي وفي حديث لـ"العربي الجديد"، بيّن أن "الطيران المروحي التابع لقوات النظام، ألقى صباح اليوم، برميلين متفجرين على مناطق في حي بعيدين شمال مدينة حلب، كما شنت طائرات قاذفة من نوع سيخوي غارات جوية منذ منتصف الليلة الماضية، على مبان سكنية في أحياء قاضي عسكر، والميسر وجسر الحج بمدينة حلب".
وبحسب الناشط أيضاً، فقد شنت مروحيات النظام قصفاً بالبراميل المتفجرة على بلدات وقرى خان طومان، والزربة، وزيتان، وتر ممو، والمناصير، والزيارة، قرب جبهات القتال بريف حلب الجنوبي.
وأضاف أن "طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للنظام السوري، كثفت صباح اليوم الخميس غاراتها الجوية على بلدة كفرحمرة، بريف حلب الشمالي، حيث تعرضت مناطق على أطراف البلدة، إلى أكثر من اثنتي عشرة غارة جوية، بالقنابل الفوسفورية والعنقودية. وكان الهدف من ذلك، قطع خطوط إمداد المعارضة التي توصل إلى منطقة الملاح، التي تجري فيها مواجهات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة".
ويأتي تصعيد قوات النظام الكبير في حلب، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة فقط، على إعلان النظام عبر وسائل إعلامه تطبيق نظام تهدئة في عموم الأراضي السورية، لثلاثة أيام بدءاً من بعد ظهر يوم أمس الأربعاء.