تعرّضت أطراف مدينة دوما بريف العاصمة السورية دمشق، فجر اليوم السبت، لقصف بصواريخ محمّلة بمادة سامة، يُعتقد أنّها غاز الكلور، أسفر عن وقوع حالات اختناق بين المدنيين، بينما ارتفعت إلى 11 قتيلاً حصيلة ضحايا القصف الجوي الروسي، منتصف الليلة الماضية، على ريف إدلب الجنوبي شمالي البلاد.
وقال "مركز الغوطة الإعلامي"، إنّ عدداً من المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، أُصيبوا بحالات اختناق من جراء قصف بصواريخ تحمل غاز الكلور السام، على أطراف مدينة دوما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وأضاف المركز، أنّ "رائحة غاز الكلور انتشرت في معظم أحياء مدينة دوما، بعد استهدافها، فجر اليوم، بثمانية صواريخ محملة بالغاز"، مشيراً إلى أنّه "لا توجد حصيلة نهائية للإصابات".
وقالت "تنسيقية مدينة دوما"، إنّ "قوات النظام استهدفت المناطق الملاصقة للطريق الدولي بغاز الكلور، على أطراف مدينتي حرستا ودوما"، مشيراً إلى وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين في مدينة دوما.
وقالت مديرية الصحة في دمشق وريفها، التابعة لوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، في تصريح، إنّ "مشفى ريف دمشق التخصصي في الغوطة الشرقية استقبل، صباح اليوم، 6 حالات، طفل وخمس نساء".
وأوضحت أنّ "الأعراض على المصابين تراوحت بين اضطراب تنفسي بسيط، وزلة تنفسية وهياج بسيط دون تقبض حدقي، بينما كانت أصوات الصدر ضمن الطبيعي، ما عدا سيدة تم تدبير معالجتها لوقت أطول بالإرذاذ والأوكسجين، وجميع الحالات ذهبت للمنازل من دون عقابيل".
مركز الغوطة الإعلامي - Ghouta Media Center Friday, 12 January 2018" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
ويأتي ذلك في ظل فشل قوات النظام السوري في تحقيق تقدّم على حساب المعارضة، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفشلها في فك الحصار عن ثكنة إدارة المركبات.
وكان القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، قد أسفر، أمس الجمعة، عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل، وإصابة ثمانية عشر آخرين، بينهم ثمانية أطفال وخمس نساء، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني السوري في ريف دمشق.
ومن جانب آخر، أعلن فصيل "جيش الإسلام"، أنّه قتل وجرح 25 عنصراً من عناصر تنظيم "داعش"، أثناء صدّ محاولة اقتحام في حي الزين الفاصل بين حي الحجر الأسود وبلدة يلدا، في جنوب مدينة دمشق، أمس الجمعة.
الدفاع المدني السوري في ريف دمشقFriday, 12 January 2018" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
قصف إدلب يتواصل
على صعيد آخر، ارتفعت إلى 11 قتيلاً حصيلة ضحايا القصف الجوي الروسي، منتصف الليلة الماضية، على ريف إدلب الجنوبي شمالي سورية، في حين استعادت فصائل المعارضة و"حركة أحرار الشام" السيطرة على عدد من القرى.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ ضحايا القصف الجوي الروسي، على منازل المدنيين، في بلدة خان السبل جنوبي محافظة إدلب، بلغ تسعة قتلى، بينهم أربعة أطفال، بينما تواصل فرق الدفاع المدني البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وكان الطيران الحربي الروسي قد قصف بصواريخ ارتجاجية شديدة الانفجار، منازل في خان السبل، عند منتصف الليل، ما أدى إلى تهدمّ أبنية سكنية فوق المدنيين، ومقتل ثلاثة في حصيلة أولية.
وفي غضون ذلك، قصف الطيران الروسي، منازل المدنيين في بلدة معصران، موقعاً قتيلين وعدداً من الجرحى، في حين أُصيب مدنيون بجروح بقصف مماثل طاول مدن وبلدات: التمانعة وخان شيخون وجرجناز وجسر الشغور، بريف إدلب الجنوبي والغربي.
إلى ذلك، قال "مركز إدلب الإعلامي"، إنّ المعارضة المسلحة استعادت السيطرة على قرى عجاز وخيارة وكفريا في ريف إدلب الشرقي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، كما استعادت السيطرة على بلدة عطشان بريف إدلب الجنوبي.
من جانبها، أعلنت "حركة أحرار الشام"، أنّها تمكّنت بالتعاون مع "الحركة الشعبية لأبناء العشائر"، من السيطرة على قريتي الخريبة والربيعة في ريف إدلب الجنوبي، وقتل ضابط والعديد من العناصر، والسيطرة على قاعدتي كورنيت، بالإضافة إلى تفكيك 10 ألغام من مخلفات النظام، وذلك ضمن معركة "وإن الله على نصرهم لقدير".
في المقابل، زعم الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" اللبناني، صدّ هجوم المعارضة المسلحة على قريتي الربيعة والخريبة. وأضاف، أنّ قوات النظام وحلفاءه سيطروا على قرى: قيقان، والأيوبية، وكفر ابيش، وبلوزة، والمنطار، جنوبي مدينة السفيرة في ريف حلب الجنوبي، بعد مواجهات مع "هيئة تحرير الشام".
من جهة أخرى، تحدثّت مصادر محلية، عن استهداف تنظيم "داعش"، موقعاً لقوات النظام السوري في مدينة الميادين شرقي محافظة دير الزور في شرق سورية، بسيارة مفخخة، في حين قصف التحالف الدولي موقعاً للتنظيم في بلدة غرانيج، لم تتبين حصيلة الخسائر الناتجة عنه.
وقالت مصادر، إنّ تنظيم "داعش"، أعدم أربعة مدنيين في ريف دير الزور، بعد اختطافهم من قراهم الواقعة في ريف دير الزور الشمالي، ورمى جثثهم بالقرب من بلدة مركدة الواقعة على الحدود الإدارية بين دير الزور والحسكة.