وكانت قوات المعارضة قد سيطرت على المدرسة بعد معارك طاحنة خاضتها مع قوات النظام، وبعد حصار استمر نحو شهر، وفقدت المعارضة يوم تحريرها قائد عملياتها، العقيد يوسف الجادر، المعروف بـ"أبو الفرات"، وسُميّت المدرسة باسمه في ما بعد.
واعتبر مراقبون آنذاك أن "سيطرة المعارضة على مدرسة المشاة، من أهم الانتصارات التي سجلتها في عموم محافظة حلب، بعدما كانت قوات النظام تستخدم المدرسة في قصف عموم مدن الريف الشمالي بالمدفعية، وراجمات الصواريخ".
وشكلت المدرسة، منذ سيطرة المعارضة عليها "قلعة القيادة" للجبهة الإسلامية في حلب، لوقوعها في منطقة متوسطة، بين المدينة وريفها.
وتصبّ تطورات الأوضاع الميدانية، لصالح قوات النظام، وخصوصاً بعد سيطرتها على المدينة الصناعية، التي تبعد عن المدرسة بضعة كيلومترات فقط، وسيطرتها كذلك على قرية كفر صغير، وتقدمها باتجاه قرية تل شعير الملاصقة للمدينة، الأمر الذي يشير الى نية النظام استعادة السيطرة على مدرسة المشاة الاستراتيجية.
ومع ذلك، استبعد الناشط حارث عبد الحق "إمكانية وصول قوات النظام إلى المدرسة"، وقلّل من أهميتها مقارنة بالمنطقة الصناعية.
وأوضح عبد الحق أن "موقع المنطقة الصناعية استراتيجي، ويقطع الطرق على الريفين، الشمالي والشرقي للمدينة، بينما تشرف مدرسة المشاة على الطريق الواصل للريف الشمالي فقط". وأشار إلى أن "قوات النظام تحاول السيطرة على المدرسة لتحقيق نصر معنوي لا أكثر".
من جهته، كشف القائد الميداني في "الجيش الحرّ"، محمد بكور لـ"العربي الجديد"، عن "وجود حشود ضخمة للمعارضة وصلت إلى المدرسة أخيراً". وأبدى "تخوفه من خيانة قد تتعرض لها الكلية، كما تعرضت لها المدينة الصناعية من قبل". وأوضح أن "المدينة الصناعية سقطت بفعل خيانة وتقاعس الكتائب المرابطة هناك"، من دون أن يسمي تلك الكتائب.
بدوره، قال الناشط، أبو المجد، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات المعارضة تحشد قواتها على تخوم مدرسة المشاة، بأعداد مطمئنة". ونفى الأنباء التي تحدثت عن سيطرة النظام على قرية تل شعير، مؤكداً أن "قوات المعارضة متواجدة في القرية".
وأشار إلى أن "قوات النظام، وعكس كل التوقعات هنا، باغتت قوات المعارضة واتجهت شمالاً، ولم تتجه إلى الغرب، بعد سيطرتها على المدينة الصناعية". وأوضح أن "قوات النظام تتبع الطريق الأسهل، والأقل تحصيناً، إذ باتت خطتها واضحة، وهي التقدم باتجاه الريف الشمالي وصولاً إلى الحدود التركية".
وفي هذه الأثناء، بث القائمون على مبادرة "سيف حلب لأهل الشام"، لقاءً مصوراً من داخل تل شعير مع قائد قطاع المشاة في قوات المعارضة، الملازم أبو أسعد، أكد فيه "ثبات قوات المعارضة وتأهبها في وجه قوات النظام المتقدمة، واستعدادها للدفاع عن مدرسة المشاة".
يذكر أن قائد "لواء التوحيد"، عبد القادر الصالح، قُتل في أحد مباني مدرسة المشاة، وذلك بعد استهداف المقر المتواجد فيه بصاروخ من إحدى طائرات النظام، في عملية اعتبرت خرقاً أمنياً واضحاً لقوات المعارضة في المدينة، بينما لا يزال الغموض يكتنف المسؤول عن هذا الخرق الأمني، الذي أدى لمقتل الصالح واثنين من معاونيه.