استأنفت قوات النظام السوري، ليل الخميس، عمليات القصف المدفعي والصاروخي على منطقة الصفا الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في ريف السويداء الشرقي جنوب شرق سورية، قابلها التنظيم بقصف على مواقع النظام في مشارف المنطقة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المعارك والاشتباكات والهجمات في منطقة الصفا بريف السويداء توقفت خلال اليومين الماضيين بين النظام السوري وتنظيم "داعش"، نتيجة الأحوال الجوية السيئة، وتشكل السيول في مناطق التماس بين الطرفين.
وأضافت المصادر أن النظام عاود عمليات القصف المدفعي ضد التنظيم مساء أمس الخميس، وحتى منتصف الليلة الماضية، فيما رد "داعش" بقصف مماثل على مواقع النظام، أسفر عن وقوع إصابات في صفوفه.
وأوضحت المصادر أن النظام يعتمد على فصائل "التسوية" المنضوية في "الفيلق الخامس"، والتي تنحدر من ريف درعا الشرقي في العمليات العسكرية ضد "داعش"، إضافة إلى مليشيا "قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة في قوات النظام.
وكانت قوات النظام قد منيت بخسائر بشرية جسيمة خلال الأسبوع الماضي، جراء هجمات معاكسة من قبل "داعش".
وقالت مصادر إن النظام فقد خمسة وثلاثين عنصرا على الأقل الأسبوع الماضي جراء هجمات من "داعش"، مشيرة إلى أن جميع القتلى هم من عناصر فصيل "شباب السنة" المعارض سابقا، والذي أجرى مصالحة مع النظام وانضوى في صفوف "الفيلق الخامس" برعاية روسية.
وفي الشأن ذاته، أكد الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن جثثا لعناصر من "شباب السنة" وصلت إلى مدينة بصرى الشام ومدينة الحراك وبلدتي الطيبة والنعيمة في ريف درعا الشرقي، وتم تشييعها ودفنها أمس الخميس من قبل الفصيل وضباط الفيلق الخامس.
ويذكر أن سبعة من عناصر "شباب السنة" قتلوا قبل أسبوعين نتيجة استهدافهم بقذيفة من دبابة تابعة لقوات النظام. وقالت مصادر إن القصف وقع بالخطأ على موقعهم خلال المعارك مع "داعش".
وفي يوليو/ تموز الماضي، دخل "شباب السنة"، وهو أكبر فصيل عسكري في ريف درعا الشرقي، في "تسوية" مع قوات النظام برعاية روسية، واشترطت بنود التسوية أن يقاتل عناصر الفصيل إلى جانب النظام ضد "داعش".
وتقول مصادر إن "شباب السنة" نشأ في جنوب سورية بدعم من دولة الإمارات عن طريق عضو "هيئة التفاوض السورية" السابق خالد المحاميد، وهو رجل أعمال مقرب من أبو ظبي وموسكو، وتمت عملية "التسوية" مع النظام بواسطته.
وكانت قوات النظام قد قامت، أمس الخميس، بإجبار طلاب المدارس على الخروج في "مسيرات" مؤيدة تهتف لبشار الأسد ونظامه، وترفع صوره ولافتات عليها شعاراته، وذلك في ذكرى ما يسميه النظام بـ"الحركة التصحيحية".
وأوضحت المصادر أن تلك الذكرى تصادف اليوم الجمعة 16 من نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن النظام أقام المسيرات أمس بهدف استغلال الدوام المدرسي، كون الجمعة يوم عطلة رسمية في سورية.