واصلت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، خرقها للهدنة التي تم التوصل إليها، ضمن اتفاقٍ روسي ـ أميركي، مستهدفةً مناطق في حلب وإدلب.
وقالت مصادر ميدانية في شمال سورية، لـ"العربي الجديد"، إن "طيران النظام الحربي، شن غارة بالصواريخ، على أطراف مدينة خان شيخون، التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتقع بأقصى ريف إدلب الشمالي، المتاخم لريف حماة الشمالي".
كما أكّدت المصادر، أن "قوات النظام قصفت بالمدفعية، ظهر اليوم، حي الصاخور، كما تعرضت قرية المرحمية جنوب حلب، لقصفٍ مماثل، جُرح على إثره شخص واحد على الأقل"، فيما "استهدف قصفٌ جوي قرية كفرناها" بريف المحافظة الغربي.
وبدأت الهدنة السورية، مساء الإثنين الماضي، ونجحت فعلاً بتقليص كثافة قصف النظام الجوي إلى أدنى مستوياتها، كما توقفت إثرها المواجهات العسكرية في مختلف الجبهات التي كانت مشتعلة في سورية، على الرغم من أن النظام انتهك الاتفاق نحو ثلاثين مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بحسب ما ذكر "الائتلاف الوطني السوري".
ورصد "الائتلاف الوطني السوري"، ثمانية وعشرين خرقاً، للهدنة في يومها الثاني، من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة له، ذاكراً أن غالبية الخروقات تم تسجيلها في محافظتي حلب وحماة، أمس الثلاثاء، فضلاً عن الخروقات الجديدة التي تم تسجيلها اليوم.
في سياق آخر، قال الناشط الإعلامي الذي يتحدر من حلب، منصور حسين لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يصل أي شحنة مساعدات إلى مناطق حلب الشرقية ظهر اليوم"، مشيراً إلى أن "الوضع عند طريق الكاستيلو ما زال على حاله، منذ عصر أمس، حيث انتشرت وحدات عسكرية روسية هناك للإشراف كما يبدو على اتفاق دخول المساعدات"، الذي يرفض النظام تنفيذه.
ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام، عن مصدر "مسؤول في الخارجية"، إن دمشق "ترفض إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب لا سيما من النظام التركي، من دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة".
وكان المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قال إنه "لم نتلق، حتى الآن، إذناً من النظام السوري بإدخال المساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أنه و"بعد مرور أربع وعشرين ساعة على بدء سريان الهدنة الروسية الأميركية، الأراضي السورية شهدت أعمال عنف، لكنها في الوقت ذاته انحسرت بشكل كبير". وأضاف أنه "يعتين على النظام السوري السماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى حلب".