وقال الناشط الإعلامي من دير الزور عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إن "جميع الأفران في الأحياء التي يسيطر عليها النظام أمثال الجورة والقصور والموظفين، توقفت عن العمل بشكل كامل لعدم توزيع القوات النظامية المخصصات من مادة المازوت، ولا مياه للعجن"، لافتاً إلى أن "الفرن الوحيد الذي ما زال يعمل هو فرن الجاز الذي يزود القوات النظامية والمليشيات الموالية بالخبز".
وأضاف "معاناة الأهالي المحاصرين مزدوجة، من قوات النظام التي تمنعهم من الخروج من مناطقه، ومن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي يحاصرهم في مناطق سيطرته ويمنع خروجهم، كما يمنع دخول المواد الغذائية". ولفت إلى "مقتل عدة أشخاص حاولوا الخروج من مناطق النظام، إضافة إلى انقطاع المياه لليوم الخامس على التوالي، لعدم تزويد القوات النظامية مؤسسة المياه بمادة المازوت بحجة عدم توفره".
وأشار إلى أن "الناس في تلك الأحياء تعاني الأمرّين من عدم قدرتها على الحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات المعيشية، في حين تجمع قوات النظام المحروقات لمدرعاتها، وتزود الفرن الذي يخبز لمقاتليها، الذي يعاني بعض منهم من الجوع أيضاً"، موضحاً أن "قوات النظام زودت مؤسسة المياه بالمازوت لتملأ الخنادق بمحيط حي الرشدية المتاخم لحي الجورة، دون اكتراث بحاجة الناس".
وبيّن هويدي أن "العوز الشديد للماء، دفع الأهالي إلى حفر الطرقات للوصول إلى أنابيب المياه علهم يستطيعون تجميع القليل من الماء للشرب، في وقت يمنع النظام الأهالي عن حفر الآبار، كما منع (داعش) الأهالي من سحب المياه من نهر الفرات، أو من اصطياد الأسماك منه، وكل من يخالف أوامره يتعرض للسجن والعقاب، حتى أن التنظيم فرض غرامة على من يصطاد السمك تبلغ 16 غراماً من الذهب".
واعتبر أن "هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة الطرفين للضغط على الأهالي للالتحاق بصفوف مقاتليهم، فالكثير من الشباب التحق بالقتال إلى جانب القوات النظامية أو التنظيم، للحصول على المال لإعالة أسرهم، وعلى بعض المساعدات التي توزع عليهم، وحماية أنفسهم وعائلاتهم من الاعتقال، ولولا ذلك لكان كثر انفضوا عنهم".