وقد عثرت قوات المعارضة على ورقة مع أحد الضباط، الذين قتلوا في المعركة، التي أطلق عليها مؤيدو النظام "القصاص من جبل الأكراد"، وتُظهر الورقة أسماءً لشبان صغار، جميعهم من المشاركين في المعارك الدائرة هناك في الساحل. وتبدو هذه إحدى الطرق، التي يستعملها النظام السوري في سد النقص في أعداد المقاتلين في ريف اللاذقية.
كما يلجأ النظام، للغاية ذاتها، الى تجنيد السجناء للانضمام إلى ميليشيا "الدفاع الوطني". وحصل "العربي الجديد"على بعض أسماء السجناء، الذين انضموا الى الميليشيا المؤيدة للنظام، ومعظم هؤلاء السجناء متهمون بجرائم جنائية، كالسرقة والاحتيال وتجارة مخدرات.
وقال أحد الموقوفين في السجن المدني داخل المدينة، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "النظام السوري يعذب السجناء السياسيين والناشطين، وقد خصص لهم جناحا خاصاً لهذه الغاية، في حين أن الأجنحة الأخرى، التي تضم مرتكبي الجرائم الجنائية من سرقة ومخدرات واحتيال، تلبى فيها طلبات السجناء وتؤمن لهم معظم احتياجاتهم من خارج السجن".
وكشف عن "تجنيد العديد من السجناء وضمهم إلى ميليشيا الدفاع الوطني من داخل السجن، لتطلق أيديهم ضد المواطنين المدنيين". وأوضح أن "معظم من تم إخلاء سبيلهم مقابل الانضمام إلى ميليشيا الدفاع، هم من مجرمي تجارة المخدرات ومن عصابات السرقة".
وفي سياق متصل، يجنّد النظام السوري طلاب مدارس المرحلة الثانوية. وقال والد أحد الطلاب في مدرسة "انيس عباس" في حي الزراعة، المؤيد للنظام، إن "إدارة المدرسة انهت معسكراً مع بداية العام الدراسي، لتدريب طلاب المرحلة الثانوية على استخدام السلاح".
وبثّ ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صوراً تبيّن التدريبات، التي تتلقاها بعض الفتيات على استعمال السلاح الفردي.
ويتبّع النظام، بهدف كسب مزيد من الثقة وضمان انضمام مقاتلين علويين إلى صفوف جيشه، وميليشيا الشبيحة، أسلوب الشحن الطائفي من خلال بث الإشاعات، عن أن "داعش" متواجد في ريف اللاذقية. هذه الاستراتيجية تأتي لتعويض النقص الحاصل في أعداد مقاتليه، خصوصاً بعد انسحاب جزء كبير من الميليشيات الطائفية "الشيعية"، وعودة بعضها إلى العراق.
لكن ذلك لا يبدو مفيداً، إذ تسارع الكثير من عائلات الطائفة العلوية إلى إرسال أبنائها الشباب إلى دول أوروبا، هرباً من إجراءات نظام الأسد، التي تجبرهم على التطوع والانتساب إلى جيش يموت فيه يومياً العشرات.
وتزايدت الظاهرة بعد معارك النظام السوري مع مقاتلي "داعش" في الرقة، حيث ظهرت اللامبالاة من قبل النظام بعناصر الجيش، انتهى الأمر بالجنود المتمركزين هناك، قتلى على أيدي عناصر "التنظيم".
وقد بثت الصور، التي تم نشرها على شبكة "الانترنت"، حول عمليات قتل الجنود النظاميين من قبل "داعش"، الكثير من الرعب في صفوف المؤيدين عموماً، مما دفعهم الى التفكير في الهرب من سورية.