النشابية سلّة الغوطة الغذائية... 6 سنوات من القصف والحصار

01 اغسطس 2017
المساعدات للنشابية بعد 6 سنوات من الحصار(تويتر)
+ الخط -


تقع النشابية في القسم الشرقي من الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، وهي تتبع إداريا محافظة ريف دمشق، وتبعد عن مركز العاصمة نحو 19 كيلومتراً، كما تعتبر مركز ناحية تتبع له 28 قرية، تشكل معا منطقة المرج، التي تعتبر السلة الغذائية للغوطة الشرقية طوال سنوات الحصار الأربع الماضية، لغناها بالأراضي الزراعية وبساتين الفاكهة المتنوعة.

وقال ابن النشابية والمصور الصحافي في الغوطة الشرقية، عامر الدمشقي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "إن عدد سكان النشابية يقدر حتى عام 2011 بنحو 8 آلاف عائلة (ما يعادل نحو أربعين ألف نسمة)، أما اليوم عقب نحو ست سنوات من القمع والعمليات العسكرية والقصف المتواصل والحصار الخانق، فيقدر عدد ساكنيها بما لا يزيد عن 500 عائلة (نحو 2500 شخص فقط)".

وأوضح أن "سكان النشابية تعرضوا لعميلة تهجير قسري جراء القصف الكثيف الذي تعرضت له في نهاية 2012 إثر سيطرة الفصائل المعارضة على مطار مرج السلطان العسكري، والتي عادت المعارضة وخسرته في نهاية عام 2013، إضافة إلى الحصار الخانق الذي مورس عليها، فلم تدخلها أية مساعدات تذكر منذ عام 2012، إلى حين دخلت قافلة مساعدات إنسانية أممية في وقت سابق من الأسبوع الجاري".

ويذكر الدمشقي أن "أول أحداث الثورة شهدتها النشابية في 22 أبريل/نيسان 2011، عندما خرجت مظاهرة من قرية العبادة وتوجهت إلى النشابية، فتصدى لها أمن النظام في دوار الطيارة مدخل النشابية الشرقي، ما تسبب في سقوط 7 شهداء وأكثر من 50 جريحا برصاص الأمن".

ولفت إلى أن "للنشابية أهمية خاصة في الغوطة الشرقية، وعلى عدة صعد، فهي إضافة إلى أنها تشكل السلة الغذائية للغوطة الشرقية، ما يؤمن ركيزة أساسية للصمود تحت الحصار، تعتبر أيضا عقدة مواصلات ومركزاً في منطقة المرج، كما توجد بها نقاط استراتيجية لها تأثيرها على المعارك الدائرة بين الفصائل المسلحة المعارضة من جهة، ومن جهة أخرى القوات النظامية والمليشيات الموالية والطائفية، وأبرز تلك النقاط تل فرزان، الخاضع اليوم لسيطرة المعارضة، ويطل على العديد من قرى المرج. وسعت القوات النظامية والمليشيات للسيطرة عليه عدة مرات، لما يمنحها من سيطرة نارية على مساحة واسعة من المرج، ما يحرم الغوطة من المزيد من الأراضي الزراعية".

وقال ابن النشابية: "لم تكن هناك كثافة سكانية كبيرة في النشابية، كباقي مدن الغوطة، مثل دوما وحرستا وعين ترما وغيرها، وقد يكون السبب لبعدها عن دمشق نسبيا مقارنة بتلك المدن"، مضيفا أن "معظم السكان كان عملهم الأساسي يتركز قبل عام 2011 في قطاع الزراعة والبساتين المثمرة وتربية الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والدجاج وغيرها من الحيوانات التي تربى في الريف السوري".

وتحدث عن "الوضع المأساوي الذي يعاني منه أهالي النشابية ومجمل القرى التابعة لها، في ظل التهجير الذي تعرضوا له، فخسروا منازلهم ليلجؤوا إلى استئجار منازل في بلدات ومدن الغوطة الأقل خطرا جراء بعدها عن جبهات القتال"، لافتاً إلى أن "الواقع الجديد جعلهم يفقدون مصدر رزقهم الأساسي وهي الأراضي الزراعية وحيواناتهم، ما يزيد من ضغوط المعيشة عليهم، في وقت تعاني فيه الغوطة الشرقية عموما من ارتفاع نسبة البطالة، كما تحلق أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية عاليا مع فرض النظام إتاوات مرتفعة على البضائع التي يسمح بدخولها إلى الغوطة بين الحين والآخر".

وتفيد مصادر متابعة بأن "النظام طوال العامين الفائتين ركز عملياته العسكرية في منطقة المرج، عبر سياسة قضم الأراضي الزراعية، بهدف تضييق الحصار على أكثر من 350 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية منذ نحو أربع سنوات، خصوصا أن النظام سبق له أن اعتمد هذه السياسة في عدة مناطق بريف دمشق وحمص وحلب، كانت نتيجتها وضع الأهالي والفصائل المعارضة المسيطرة عليها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاعتراف بسلطة النظام من جديد وإجراء ما يطلق عليه "تسوية" أو "مصالحة" يقر خلالها الفرد بأنه اكتشف وأيقن أن هناك مؤامرة على الدين الحنيف وأنه يدعم النظام والقوات النظامية ويتعهد بعدم القيام بأية أعمال مناهضة لهما في المستقبل، وإما أن يهجّر من منزله ومنطقته إلى الشمال السوري، خصوصا إدلب.

منشورات النظام السوري في النشابية (تويتر) 


يشار إلى أن القوات النظامية استطاعت السيطرة على مساحة كبيرة من مناطق المرج خلال الفترة الماضية، في ظل سياسة الأرض المحروقة، التي اعتمدتها القوات النظامية والمليشيات الموالية والطائفية مدعومة من الطيران الروسي.