هلّ النساء أقلّ ثقة بالفعل من الرجال في العمل؟ تشير إحدى الدراسات إلى أن ذلك حقيقي في بعض الأحيان، بحسب موقع "بزنس إنسايدر". ويبين بحث أعده كل من جاك زنجر وجوزيف فولكمان أن الفرق الأكبر في الثقة بين الجنسين يحدث بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً. وفي دراسة شملت أكثر من 3000 رجل و 4000 امرأة، وجد الباحثان أن 30 في المائة فقط من النساء اللواتي يبلغن من العمر 25 عاماً أو أقل، صنفن أنفسهن على أنهن أقل ثقة. وفي الوقت نفسه، فإن 50 في المائة من الذكور أعربوا عن شعورهم بالثقة.
ويبدو أنّ هذه الفجوة في الثقة تختفي بحلول سن الأربعين. حينها، يصنف الرجال والنساء أنفسهم على قدم من المساواة. وفي الستين من العمر، ترى النساء أنفسهن أنهن أكثر ثقة من الرجال في المتوسط. ومع مرور الوقت، تصبح النساء أكثر ثقة بكفاءاتهن، خصوصاً كقائدات، ويشعرن بالتفوق على نظرائهن الذكور. ويشير الباحثون إلى أن استنتاجاتهم تتناقض مع التفكير المشترك حول الثقة في مكان العمل. وتشير بعض الدراسات إلى أن الفجوة في الثقة في عمر مبكر خرافة، والنساء أقل ثقة في المواقع المتقدمة. إلا أن زنجر وفولكمان يريان أن الأمر ليس كذلك. ويبدو أن النساء يتأثرن بما يهمسه المجتمع في آذانهن بأنهن غير جيدات بما فيه الكفاية.
إلى ذلك، تشير بيانات إلى أن النساء يصلن إلى أعلى مستويات دخلهن في وقت أبكر بكثير من الرجال. وفي منتصف عام 2018، كان متوسط العمر الذي تتوقف فيه رواتب النساء في الولايات المتحدة عن الزيادة 40 عاماً، وذلك وفقاً لبيانات جمعت لصالح "فاينانشال تايمز". في المقابل، فإن الرجال يحصلون على زيادة في الرواتب حتى عمر الخمسين.
ويبدو أن الرجال قد استفادوا خلال العقد الماضي من التحول إلى ساعات عمل أطول، على عكس النساء. وفي عام 2008، كانت أجور النساء تتوقف عن التقدم في العمر نفسه تقريباً، أي أربعين عاماً، والرجال في الخامسة والأربعين من العمر.
وتعدّ الاستراحات الطويلة إحدى عوامل هذا التباين، تماماً كما هو الحال في متوسط الأجر بالساعة بين الموظفين الذكور والإناث، وهو ما يطلق عليه فجوة الأجور بين الجنسين. وفي أحد الأبحاث، عانى الرجال والنساء الذين عادوا إلى العمل بعد انقطاع عام واحد من انخفاض في الرواتب، بالمقارنة مع آخرين لم يأخذوا أي قسط من الراحة.