النرويج لطالبي اللجوء: خذوا 30 ألف كرون وغادروا

25 ابريل 2016
أكثر من 25 ألف طالب لجوء (العربي الجديد)
+ الخط -
عادت النرويج تتوسل طالبي اللجوء المنتشرين في معسكراتها، من جديد، كي يحصلوا على 10 آلاف كرون بالإضافة إلى المبلغ السابق المقترح، وهو 20 ألفاً (2400 دولار أميركي)، لكي يغادروا بشكل طوعي إلى بلدانهم.

إنها المرة الثانية التي تقترح فيها أوسلو على طالبي اللجوء بأن يتركوا النرويج مقابل مساعدة مالية "للبدء بحياة جديدة في بلادهم الأصلية". والطرح الجديد يشبه عملية السباق، للتخلص من أكثر من 25 ألف طالب لجوء ينتشرون في معسكرات انتظار لفترات زمنية طويلة.

وبينت أرقام رسمية صادرة عن دائرة الأجانب في أوسلو أن:" 25 ألفا و861 طالب لجوء موجودون في معسكرات البلاد، وهم في الأغلبية من الصومال ثم سورية وإرتيريا. وانخفض عدد القادمين إلى النرويج بقصد طلب اللجوء في الفترة الماضية".

وذكرت وزيرة الدمج في أوسلو سيلفي ليستهاو أنه "على هؤلاء الذين لا يستحقون الحماية المغادرة إلى بلادهم. وستمنح حكومة بلادي منذ اليوم ولمدة ستة أسابيع أول 500 شخص يوافقون على العودة الطوعية إلى بلدانهم مبلغ 10 آلاف كرون إضافة إلى المبلغ السابق والبالغ 20 ألف كرون".

ونقل التلفزيون النرويجي NRK عن الوزيرة قولها "دفعنا إلى المزيد من طالبي اللجوء للمغادرة، ولو كلفنا مبالغ إضافية فالأمر سيوفر علينا الكثير، فاستقبال طالبي اللجوء أمر مكلف للغاية".

ومنذ العام الماضي بدأت النرويج في تشديد سياسة اللجوء والهجرة، واستلهمت الوزيرة ليستهاو من نظيرتها الدنماركية انغا ستويبرغ إقامة معسكرات خيام للاجئين مع حزمة تشديدات أخرى تتعلق بالإقامة ولم الشمل والمعونة المالية وفترة الانتظار التي تمتد لأكثر من سنة، قبل إجراء مقابلة مع طالبي اللجوء.


ويبدأ دفع المنحة المالية لمن يغادر طوعاً، اعتباراً من اليوم الاثنين، علما أن دفع مبلغ 20 ألف كرون يسري أيضاً على من قدم للجوء في النرويج كأول بلد أوروبي. ويعتبر هذا الإجراء ساريا في 31 بلدية نرويجية، ويترافق مع حملة دعائية كبيرة عبر ملصقات.

وتتوجه السلطات إلى طالبي اللجوء بما يشبه "التوسل لنا لكي نغادر البلاد، بإعطائنا نحو 4 آلاف دولار أميركي، في حين أن بعض اللاجئين استدان ضعف المبلغ للوصول إلى هنا"، يقول لـ"العربي الجديد" اللاجئ محمد سيفان.

وبالفعل شهدت دول الشمال عودة الآلاف من طالبي اللجوء، خصوصاً من فنلندا، إلى بلدانهم الأصلية بعد توقف هلسنكي عن منحهم الحماية.

وتنتقد منظمات وشخصيات ناشطة في عدد من الدول الاسكندنافية ما يسمونه "الاستخفاف بالبشر عبر سياسات تطيل فترة الانتظار، ثم تطرح عليهم محفزات مالية، قد يقبل البعض بها بعد اليأس من الحصول على إقامة، وهو أمر مناف للأخلاق والمواثيق الدولية التي تلزم الحكومات بدراسة طلبات هؤلاء بشكل جدي".

وفي النرويج وحدها ينتظر أكثر من 7 آلاف طالب لجوء منذ أكثر من عام أي تواصل مع السلطات، بعد أن جرى وضعهم في معسكرات مكتظة.
المساهمون