النحاس... أكثر المعادن استخداماً في حياة الناس

09 ابريل 2016
قلّت أعداد العاملين بالنحاس كثيراً في السنوات الأخيرة (Getty)
+ الخط -
بالرغم من تخلي معظم الناس عن استخدام الأواني والأدوات النحاسيّة، فإنَّ بعض تلك المنتجات لا تزال تحظى برواج كبير خاصة في المناطق السياحية مثل خان الخليلي. وتعد منطقة الموسكي وحارة اليهود، من أهم المناطق المصنعة لتلك المنتجات في القاهرة حتى اليوم.

كان النحاس دائماً أحد أكثر المعادن استخداماً في حياة الناس على مرّ العصور، فهو أكثر المعادن سهولة في الطرق والسحب، بعد الفضة والذهب. وهو يوجد في الطبيعة على هيئة قطع حمراء أو بنية اللون، مخلتطة ‏بالصخور، وفي العادة تحتوي على فراغات هوائية، فلا بد من معالجته بالطرق والسحب والصهر، قبل استخدامه. كما يستخرج النحاس عرضاً عند تعدين المعادن الأخرى.

لا توجد أمة قديمة تخلفت عنها صناعات النحاس، وجميع الحضارات تحتوي آثارها على مصنوعات نحاسية مثل النقود المعدنية، وأواني الطعام، والأدوات الصناعيَّة والطبيَّة، والتحف والتماثيل. كما استخدموه كطلاء لقاع السفن الخشبية حتى لا يتلف الخشب، وفي لحام الحديد. وفي صناعة المبيدات الحشرية. كما أدخلوه في الصباغة. واستخدم الفراعنة والرومان أنابيب النحاس لصناعة مواسير توصيل المياه، والصرف الصحي.



وهكذا ارتبطت بعنصر النحاس مجموعة من المهن بعضها بدأ طريقه إلى الزوال، مثل صناعة الأواني النحاسية، التي استعاض عنها الناس بالأواني الألومنيوم والستانلس ستيل. وتتطلب هذه الحرف كغيرها من الحرف التقليدية مهارات يدوية وصبراً كبيراً، وقد بدأت أعداد العمال بتلك المهن تقل كثيراً، عما كانت عليه منذ نصف قرن تقريباً.

كان من أشهر المهن الشعبيَّة الرائجة المرتبطة بأواني النحاس، مهنة "مبيض النحاس"، حيث يجتمع إليه النساء بآنيتهن التي حوَّل الصدأ والرطوبة لونها إلى الأخضر، وكونت طبقة الجنزير السامة، حيث يضع عليها خلطة من الماء والحجارة الحمراء ويقوم بعملية حك الطبقة المجنزرة ذات اللون الأخضر بالوقوف في داخل الإناء (كالطشت أو الحلة)، مستخدماً قدميه في عملية التبييض بعنف.
المساهمون