ويقف أسيدون، الذي رأى النور في عام 1948 من عائلة يهودية مغربية ذات جذور أمازيغية كانت مستقرة بفرنسا، وراء تنظيم أسبوع مناهضة الاستعمار والأبارتهايد في فلسطين والوطن العربي، بالمغرب تحت شعار "لنوقف تسليح الاستعمار"، الذي ينظّم للعام الخامس عشر على التوالي في أكثر من 250 مدينة حول العالم في الفترة ما بين 18 مارس/آذار و10 إبريل/نيسان.
وفي الأيام الثلاثة الرئيسية من هذا الأسبوع المغربي، التي تضم لقاءات محورها مبادرة "كنا وما نزال" للمصور الفلسطيني الشاب طارق البكري، يظهر سيون أسيدون مثل نحلة مجتهدة لا يمل ولا يكل، يستقبل الحضور، وينسق الندوة، ويدعو إلى التصدي للاستعمار الإسرائيلي.
ويفتخر أسيدون بوقوفه شوكة في حلق التطبيع مع الكيان الصهيوني، من خلال حضوره لندوات وأنشطة ووقفات احتجاجية تتصدى لأية محاولات للتطبيع، كما يبذل قصارى جهده لتوعية الناس بخطورة الاستعمار الإسرائيلي وسياسته العنصرية، وبالتالي ضرورة مقاومته من خلال مقاطعته ثقافيا وشن حرب اقتصادية ضده بسحب الاستثمارات منه.
وبزغ اسم أسيدون بالخصوص وهو يتجول في الأسواق المغربية رفقة ثلة من النشطاء الشباب ذكورا وإناثا، من أجل إقناع التجار والمستهلكين بعدم اقتناء تمور "المجدول" الإسرائيلية، خاصة في شهر رمضان الذي يعرف استيرادا هائلا لهذه المادة، وهي الحملة التي تلاقي تجاوبا ومتابعة كبيرة.
ويقتنع أسيدون بأن عمله كمنسق وقيادي في حركة "مقاطعة إسرائيل" BDS فرع المغرب، يثير حنق المسؤولين في وزارة الشؤون الاستراتيجية بالكيان الإسرائيلي الذين يقارنون بين خطر هذه الحركة التي لها الكثير من الفروع في بلدان العالم، وبين خطر السلاح النووي الإيراني".
ويرى أسيدون أن "المقاطعة فعل يضغط على الكيان الصهيوني، وأنها ضرورية لتكذيب الصورة المفتعلة التي يروجها هذا الكيان حول أن المحتلين لديهم ثقافة واعتبارات إنسانية ويحبّون الجمال"، مبرزا أن "حملات المقاطعة الثقافية تعمل من أجل تكذيب هذه المحاولات".
ويقول مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، عبد الإله الخضري، إن أسيدون مناضل معروف يعادي الصهيونية، ويحظى باحترام وتقدير الحركة الحقوقية المغربية بكل أطيافها، نظرا لمساهماته الميدانية في العديد من المحطات الحقوقية الجادة والمفصلية في البلاد.
ويضيف الخضري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن سيون أسيدون ناضل بكل جرأة وقوة من أجل "مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني ودعوته لمقاطعة هذا الكيان الغاصب سياسيا واقتصاديا وأكاديميا، ومواقفه المرتبطة بالتنديد بجرائمه في حق الشعب الفلسطيني الأعزل".
وخلص الناشط ذاته إلى أن أسيدون أيقونة من الأيقونات الحقوقية المغربية المتميزة، المناهضة للظلم والجبروت، والتي لها وزنها وطنيا ودوليا"، مبينا أنه " لا يوجد خلاف داخل الحركة الحقوقية المغربية حول الرجل وإسهاماته النضالية القيمة في وجه العدوان الصهيوني وأساليبه العدائية في حق الشعوب".