الناس بالناس... و"أوبرا دمشق" باللباس!

02 فبراير 2015
عن صفحة دار الأوبرا على فيسبوك
+ الخط -

بينما يقضي مئات آلاف المعتقلين أوقاتهم في أقبية معتمة تحت أرض دمشق، تُضيء "الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون" أنوارها كل ليلة، لتقيم حفلات ومهرجانات ثقافية في مقرها في أوبرا دمشق، وسط ساحة الأمويين.

وفي وقت يموت فيه الأطفال جوعاً وبرداً، ليس بعيداً من هناك، في مخيم اليرموك والغوطة الشرقية، أعلنت الأوبرا على صفحتها على "فيسبوك" أنّها "لن تستقبل بعد الآن زواراً لا يرتدون لباساً رسميّاً". 

"السوريون الذين أوجدوا الأبجدية الأولى، وأول نوتة موسيقية في العالم، لن يصعب عليهم التقيّد بهذا البروتوكول"، هكذا عقّبت الصفحة الرسمية لدار الأوبرا على قرارها ذاك، الذي منعت فيه دخول الزوار الذين لا يرتدون ثياباً رسمية، سواريه للنساء، وطقماً رسميّاً وكرافات للرجال، مشيرةً إلى أنّه "في حال عدم وجود كرافات سيقوم قسم المراسم بتسليم كرافات للشخص على أن يعيدها عند انتهاء الحفل".

القرار الجديد أحدث صخباً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سخرت التعليقات من الموضوع، بينما وافقت قلّة عليه. وكتبت خزامة: "القرار جيد بس بصراحة مو وقته أبداً بالظروف اللي عايشينها البلد والناس". أما منال، فكتبت: تتوقعوا طالب\طالبة ممكن يطلع من جامعته ويحضر باللباس الرسمي؟ ما بتوقع، يا ريت تكون القرارات منطقية".

من ناحيتها، شبّهت أمل، وهي طالبة في جامعة دمشق، وترتاد الأوبرا أحياناً لـ"العربي الجديد"، "حالة الانفصام عن الواقع التي يعيشها النظام ووزاراته، بالأمتار القليلة التي تفصل عائلات نازحة مشرّدة تفترش الطرقات، عن الأوبرا حيث تصدح أغاني "شام يا ذا السيف"، و"وطني يا جبل الغيم الأزرق"، ويمنع دخول من يرتدي الجينز"، لافتة إلى أن "النظام يحاول قدر الإمكان تصدير صورة لامعة للمناطق الخاضعة لسيطرته".

يُذكر أنّ فعاليات دار الأوبرا في دمشق، نشطت في الفترة الأخيرة، فعدا عن حفلات الموسيقى الكلاسيكية والعربية، أقامت الدار، الشهر الماضي، مهرجاناً للأغنية الوطنية، وتقيم حاليّاً أسبوعاً لأفلام المقاومة بالتعاون مع "مؤسسة المهرجان الدولي لأفلام المقاومة في إيران".

المساهمون