ليست الحرب وحدها من تقتل السوريين. فمن نزحوا إلى دول الجوار تجد أسباب الموت والمرض والتشرّد طريقها إليهم.
ففي عكار، شمال لبنان، تعرض ثمانية نازحين سوريين للتسمم بسبب تناولهم اللحم. والثمانية من عائلة واحدة، من بينهم أربعة أطفال.
أما في عرسال (شمال شرق لبنان)، فيقول النازح الشاب خالد (18 عاماً) إنّ البرد تمكن من إزهاق أرواح عدد من الأطفال أمام عيون أهلهم الذين يسكنون الخيام. ويضيف: "الوضع الصحي في عرسال كارثي. فخلال أشهر قليلة توفي أكثر من 18 نازحاً، من بينهم 12 طفلاً، بسبب نقص المواد الغذائية والمعدات الطبية اللازمة، خصوصاً في البرد". ويتابع: "المساعدات الطبية توقفت منذ أشهر، ولا نعرف السبب. هل يريدون دفننا أحياء لتخفيف العبء، بعد الارتفاع الهائل لأرقام النازحين في العالم؟".
كما يشير خالد إلى أنّ أرقام الوفيات من المرجح أن تتزايد، خصوصا بعد إعلان اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان عن إغلاق مستشفى الرحمة التابع له في عرسال؛ بسبب وقف التمويل. وهو المستشفى الذي يستفيد منه حوالى 120 ألف لبناني وسوري يقيمون في البلدة.
لا يقتصر الخطر على النازحين السوريين على الشأنين الغذائي والطبي. فهنالك أيضاً الخطر الأمني. ففي أحدث الانتهاكات، أحرق مجهولون خياماً للنازحين قيد الإنشاء في بلدة مشحا العكارية، للتعبير عن رفضهم تشييد المزيد من المخيمات للنازحين، واحتجاجاً على عدم القدرة على تحمل عبء النازحين.
وكان أهالي البلدة قد نفذوا اعتصاما، شددوا فيه على أنهم "ضد تشييد أي مخيم ضمن نطاق البلدة، حتى لو كان بإشراف مفوضية الأمم المتحدة". وهي البلدة التي يقطنها 3 آلاف نازح سوري، لا تتمكن البلدة من استيعابهم، بحسب الأهالي.
في المقابل، يقول النازح السوري في البلدة عصام (30 عاماً) إنّه كان يعتقد، عند هروبه إلى لبنان، أنّ الحرب لن تستمر أكثر من أشهر قليلة ليعود بعدها مع عائلته إلى بلدته تلكلخ. لكنّ الأشهر باتت أعواماً، أفقدت عصام الأمل في أيّ شيء. ويضيف لـ"العربي الجديد": "لحقت المصائب بنا إلى لبنان. بدأت المشاكل الفعلية بعد اشتباكات عرسال الأخيرة، عندما هاجمت جماعات إرهابية الجيش اللبناني، وخطفت عسكريين. لكن ما ذنب النازح السوري الذي يعمل ماسح أحذية وبائع خضار وحمّالاً من أجل إطعام عائلته؟". ويتابع: "يريدون منا الخروج من البلدة، لكن أين بإمكاننا الذهاب؟ أتمنى أن يجيبنا المسؤولون والمنظمات الحكومية المعنية بدراسة ملفاتنا".
من جهته، يقول رئيس بلدية مشحا، زكريا الزعبي، إنّ "عدد النازحين السوريين إلى البلدة تجاوز 3 آلاف نازح. أما أهل البلدة وسكانها الأصليون فهم 6500 لبناني. وهو ما يعني أنّ النازحين ثلث سكان البلدة". ويتابع أنّ "هذا الأمر فاقم مشاكل عديدة، أهمها البطالة التي ارتفعت من 20 شخصاً إلى 200. فيما صُرف آخرون من أعمالهم، بسبب دخول العمالة السورية الرخيصة إلى البلدة".
يضيف: "من هنا بدأت درجة الاحتقان في البلدة تتزايد. وطالب الأهالي بوقف إنشاء مخيم جديد للنازحين. فيما لجأت مجموعة أشخاص من العاطلين عن العمل إلى إحراق مخيمات قيد الإنشاء، للتعبير عن رفضهم. ولتجنب المزيد من المشاكل، أصدرت البلدية قراراً بوقف العمل في هذا المخيم".
ويتابع: "اجتمعنا بأحد المسؤولين في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وطالبناه بإنشاء مشاريع تنموية لتقليص نسبة البطالة للبنانيين". يضيف: "عندما طلبنا إجلاء 3 آلاف نازح من بلدتنا، لم يكن في الأمر كره أو حقد، بل حماية لمستقبل أهالي البلدة وأمنهم، خصوصاً أنّ الاعتداءات على الجيش تزايدت. وفي كل بيت في مشحا هناك جندي واحد أو اثنان على الأقل".
من جهته، يؤكد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، رشيد درباس، أنّ الحكومة تعمل على برنامج تنموي متكامل من أجل إيجاد حلول جدية تستهدف الفئات اللبنانية الضعيفة والعائلات الفقيرة. كما يشير إلى تشكيل فرق معنية بدراسة الميزانية المخصصة للنازحين السوريين، وإعادة دراسة وضع النازحين، خصوصاً أنّ المساعدات الدولية توقفت عند حدود 700 ألف نازح فقط.
ويتابع درباس: "اليوم نحن أمام مفترق طرق: فإمّا أن نجلس القرفصاء، أو نعمل بشكل متواصل من أجل استقرار مجتمعنا. وطبعا الخيار هو العمل". كما يشير إلى أنّ الدولة "بدأت منذ مدة معالجة التضخم الكبير الذي خلفه الوجود السوري في لبنان، من خلال وقف استقبال عدد إضافي من النازحين من جهة، وتسهيل عودة الموجودين في لبنان إلى سورية من جهة أخرى، من خلال إعفائهم من الرسوم والضرائب".
ففي عكار، شمال لبنان، تعرض ثمانية نازحين سوريين للتسمم بسبب تناولهم اللحم. والثمانية من عائلة واحدة، من بينهم أربعة أطفال.
أما في عرسال (شمال شرق لبنان)، فيقول النازح الشاب خالد (18 عاماً) إنّ البرد تمكن من إزهاق أرواح عدد من الأطفال أمام عيون أهلهم الذين يسكنون الخيام. ويضيف: "الوضع الصحي في عرسال كارثي. فخلال أشهر قليلة توفي أكثر من 18 نازحاً، من بينهم 12 طفلاً، بسبب نقص المواد الغذائية والمعدات الطبية اللازمة، خصوصاً في البرد". ويتابع: "المساعدات الطبية توقفت منذ أشهر، ولا نعرف السبب. هل يريدون دفننا أحياء لتخفيف العبء، بعد الارتفاع الهائل لأرقام النازحين في العالم؟".
كما يشير خالد إلى أنّ أرقام الوفيات من المرجح أن تتزايد، خصوصا بعد إعلان اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان عن إغلاق مستشفى الرحمة التابع له في عرسال؛ بسبب وقف التمويل. وهو المستشفى الذي يستفيد منه حوالى 120 ألف لبناني وسوري يقيمون في البلدة.
لا يقتصر الخطر على النازحين السوريين على الشأنين الغذائي والطبي. فهنالك أيضاً الخطر الأمني. ففي أحدث الانتهاكات، أحرق مجهولون خياماً للنازحين قيد الإنشاء في بلدة مشحا العكارية، للتعبير عن رفضهم تشييد المزيد من المخيمات للنازحين، واحتجاجاً على عدم القدرة على تحمل عبء النازحين.
وكان أهالي البلدة قد نفذوا اعتصاما، شددوا فيه على أنهم "ضد تشييد أي مخيم ضمن نطاق البلدة، حتى لو كان بإشراف مفوضية الأمم المتحدة". وهي البلدة التي يقطنها 3 آلاف نازح سوري، لا تتمكن البلدة من استيعابهم، بحسب الأهالي.
في المقابل، يقول النازح السوري في البلدة عصام (30 عاماً) إنّه كان يعتقد، عند هروبه إلى لبنان، أنّ الحرب لن تستمر أكثر من أشهر قليلة ليعود بعدها مع عائلته إلى بلدته تلكلخ. لكنّ الأشهر باتت أعواماً، أفقدت عصام الأمل في أيّ شيء. ويضيف لـ"العربي الجديد": "لحقت المصائب بنا إلى لبنان. بدأت المشاكل الفعلية بعد اشتباكات عرسال الأخيرة، عندما هاجمت جماعات إرهابية الجيش اللبناني، وخطفت عسكريين. لكن ما ذنب النازح السوري الذي يعمل ماسح أحذية وبائع خضار وحمّالاً من أجل إطعام عائلته؟". ويتابع: "يريدون منا الخروج من البلدة، لكن أين بإمكاننا الذهاب؟ أتمنى أن يجيبنا المسؤولون والمنظمات الحكومية المعنية بدراسة ملفاتنا".
من جهته، يقول رئيس بلدية مشحا، زكريا الزعبي، إنّ "عدد النازحين السوريين إلى البلدة تجاوز 3 آلاف نازح. أما أهل البلدة وسكانها الأصليون فهم 6500 لبناني. وهو ما يعني أنّ النازحين ثلث سكان البلدة". ويتابع أنّ "هذا الأمر فاقم مشاكل عديدة، أهمها البطالة التي ارتفعت من 20 شخصاً إلى 200. فيما صُرف آخرون من أعمالهم، بسبب دخول العمالة السورية الرخيصة إلى البلدة".
يضيف: "من هنا بدأت درجة الاحتقان في البلدة تتزايد. وطالب الأهالي بوقف إنشاء مخيم جديد للنازحين. فيما لجأت مجموعة أشخاص من العاطلين عن العمل إلى إحراق مخيمات قيد الإنشاء، للتعبير عن رفضهم. ولتجنب المزيد من المشاكل، أصدرت البلدية قراراً بوقف العمل في هذا المخيم".
ويتابع: "اجتمعنا بأحد المسؤولين في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وطالبناه بإنشاء مشاريع تنموية لتقليص نسبة البطالة للبنانيين". يضيف: "عندما طلبنا إجلاء 3 آلاف نازح من بلدتنا، لم يكن في الأمر كره أو حقد، بل حماية لمستقبل أهالي البلدة وأمنهم، خصوصاً أنّ الاعتداءات على الجيش تزايدت. وفي كل بيت في مشحا هناك جندي واحد أو اثنان على الأقل".
من جهته، يؤكد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، رشيد درباس، أنّ الحكومة تعمل على برنامج تنموي متكامل من أجل إيجاد حلول جدية تستهدف الفئات اللبنانية الضعيفة والعائلات الفقيرة. كما يشير إلى تشكيل فرق معنية بدراسة الميزانية المخصصة للنازحين السوريين، وإعادة دراسة وضع النازحين، خصوصاً أنّ المساعدات الدولية توقفت عند حدود 700 ألف نازح فقط.
ويتابع درباس: "اليوم نحن أمام مفترق طرق: فإمّا أن نجلس القرفصاء، أو نعمل بشكل متواصل من أجل استقرار مجتمعنا. وطبعا الخيار هو العمل". كما يشير إلى أنّ الدولة "بدأت منذ مدة معالجة التضخم الكبير الذي خلفه الوجود السوري في لبنان، من خلال وقف استقبال عدد إضافي من النازحين من جهة، وتسهيل عودة الموجودين في لبنان إلى سورية من جهة أخرى، من خلال إعفائهم من الرسوم والضرائب".