الجدران البيضاء
أفتقد ما أشعر به في شهر يونيو من كل عام
حرارةُ الربيع تفرٌّ
في أي مكان في العالم
يُتنفَّسُ رعب الجدران البيضاء
تمطر
ونحن نسير في الشارع
تبتلّ أجسادنا
أحلامنا
الجدران البيضاء
تعلَّمنا مراقبة
توهّجها الفضولي
الصيف ليس هو المحطة القادمة
ربما هو شعبٌ كامل
لا يوجد به قطارٌ ولا سكّة
لا يوجد به حرٌّ ولا برد
الجدران البيضاء
ليست بيضاء ولا هي جدران
تتلاشى في البعد
أعود
إلتهاب الجلد، الضمور، التشوّهات
ثاني أوكسيد الكربون
مرض وتر العرقوب
الغضب، البدانة
عدم انتظام ضربات القلب
التعصّب
إلتهاب الأنف
الاضطرابات
كلّ شيء
فقط أحافظ على جناحيّ لرحلتي نحو جسدك
مساءلة
طويتُ ملابسي
وذوقي بالأحذية التي ترقص وحدها
في الفضاء
طويت رفقة الظهيرة
وبقي المطر ملاصقا للجلد
الأشعة أيضا تحطّم الساعات
تركتُ هناك عادة بناء البيوت الورقية
بيوت الكلمات التي لم أعد أسكنها
تركت بضعة رسائل منسيّة كنت أكتبها كلّ يوم من أوّله لآخره
والرغبة بالعودة إليها
أضاعتني السماء
المعطف الجديد معلّق بجانب يافطة كتب عليها "للبيع"
تترنّح على إيقاعات نظرات أخرى
(اللذة التي تكون كذلك تتنفس في عمق صندوق لا مفتاح له)
هذَّبتُ موسيقى الفكر التي تلمّع القواقع عند صدغيَّ
(تركتُ نوتات الموسيقى لحالات الطوارئ)
والآن امتلأ جسدي بشَعر شفّاف
حديقة ضنّت بالسُّبل على الأوشحة
لم يعد لدي نقود للعودة
ذهبت آلام القدمين
ها هو القطار يصل مع الشتاء
صوته يغطّي الأصوات والضحكة ودخان القهوة
أهجر نفسي في هذا الخط
أترك نفسي في سلام مع هذه المحطة
دون محطّة تالية
لكن بين أقواس
لأجل وميض ليليّ.
* JULIA ERAZO DELGADO شاعرة إكوادورية من مواليد كيتو عام 1972.
** ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة