وأعلنت قيادة العمليات المشتركة التي تقود معركة السيطرة على مدينة الموصل أن "قوات الأمن العراقية تمكنت من تحرير 31 حيا في الجانب الأيسر من مدينة الموصل حتى الآن"، وذلك في أكبر تقدم للقوات العراقية تشهده معركة الموصل التي انطلقت منذ ثمانية أسابيع تقريباً، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية عراقية أن "القوات العراقية تواصل تقدمها في ثلاثة أحياء أخرى، وتخوض معارك شرسة مع عناصر داعش في أحياء الموصل الشرقية".
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان لـ"العربي الجديد" إن "ضفة نهر دجلة وجسور الموصل باتت تبعد عن قطعات جهاز مكافحة الإرهاب مسافة أقل من كيلومترين، بعد أن سيطرت قوات مكافحة الإرهاب على مزيد من الأحياء شرقي الموصل".
ويأتي تقدم القوات العراقية في شرق الموصل بعد ساعات من إعلان قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب، عبد الغني الأسدي، عن انتهاء المرحلة الأولى من العمليات العسكرية في معركة استعادة محافظة نينوى ومركزها الموصل، بعد أكثر من 50 يوماً على انطلاقها، حيث تحاول القوات العراقية إكمال السيطرة على المناطق المحررة، والتي بلغت 31 حياً في شرق الموصل وتطهيرها بالكامل.
كما أكد نائب قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق عبد الوهاب الساعدي في مؤتمر صحافي أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تطهير أحياء القادسية الأولى والشيخية والمشراق والمرور والتأميم في شرق مدينة الموصل"، لافتاً إلى أن "قوات الجهاز تمكنت من قتل 22 عنصراً من داعش خلال عملية السيطرة على هذه الأحياء"، ومشيراً إلى أن "مجموع خسائر تنظيم داعش خلال المعارك من يوم الجمعة لغاية اليوم بلغت أكثر من 200 قتيل، بينهم عرب وأجانب".
مضيفاً أن "التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى مناطق شرق الموصل قد أعطت نتائج إيجابية على سير المعارك في هذا المحور، وعززت من سرعة تقدم القوات العراقية في تحريرها لمناطق شرق الموصل"، مرجحاً "إكمال السيطرة على مناطق شرق الموصل خلال عشرة أيام تقريباً".
من جهة ثانية، أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى لـ"العربي الجديد" بأن طيران التحالف الدولي قصف وللمرة الثانية الجسر الحديدي العتيق الذي يربط طرفي دجلة بالموصل، ودمره بشكل كامل".
مبيناً أن "التحالف فصل محافظة نينوى إلى جزأين وحصر تنظيم داعش في المناطق القريبة من نهر دجلة في الجانب الأيسر من المدينة".
وفي المحور الجنوبي الشرقي لمعارك الموصل، يبدو المشهد أكثر تعقيدا، حيث اضطرت قوات الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للجيش العراقي، وقوات الفرقة الأولى تدخل سريع، للانسحاب من المناطق التي تقدمت إليها خلال الأيام الماضية في أحياء الوحدة والسلام والشيماء جنوب شرق الموصل، وطلبت إرسال تعزيزات عسكرية من قوات الشرطة الاتحادية للحفاظ على المناطق المسيطر عليها.
وقال العقيد سعد خلف الضابط في الفرقة التاسعة لـ"العربي الجديد" إن "قوات الجيش تحافظ على مواقعها في أحياء الوحدة والميثاق وسومر والمعملين والشيماء والسلام والانتصار وجديدة المفتي ويونس السبعاوي، رغم استمرار تنظيم داعش بهاجمة القوات الأمنية في تلك المناطق".
وأكد ضابط في الفرقة التاسعة فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد" أن "أكثر من خمسين عنصرا من الجيش العراقي تمت محاصرتهم داخل بناية المستشفى، بعد أن نفذ عناصر داعش عملية التفاف حول القطعات المتقدمة للجيش العراقي في حي السلام، إضافة إلى تنفيذه عشرات العمليات الانتحارية خلال العملية ما أجبر قوات الجيش على التراجع".
وأضاف أن "قوات الجيش العراقي تمكنت من تحرير 40 عنصرا من الجنود المحاصرين داخل المستشفى، بينما تمكن داعش من اختطاف عشرة جنود آخرين واقتيادهم إلى داخل الموصل".
إلى ذلك أكدت مصادر محلية من مدينة الموصل لـ"العربي الجديد" أن "تنظيم داعش أقدم على إعدام أربعة جنود من الجيش العراقي على الأقل في الموصل، ثم تعليق جثثهم على أعمدة الكهرباء أمام الناس بعد أن تمكن من أسرهم في بناية مستشفى السلام"، بينما ما يزال مصير بقية الجنود مجهولاً حتى الآن.
وبعد تراجع قوات الجيش العراقي جنوب شرق الموصل، أعلن مصدر أمني في قيادة الشرطة الاتحادية لـ"العربي الجديد" أن "قيادة العمليات المشتركة أرسلت ثلاثة ألوية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية إلى المحور الذي تسيطر عليه قوات الجيش العراقي، في أحياء السلام والوحدة والشيماء وجديدة المفتي جنوب شرق الموصل، لتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقي التي تواجه صعوبات في التقدم في هذا المحور، نتيجة استماتة عناصر داعش ومقاومتهم الشرسة للقوات العراقية".
وفي جنوب وشمال مدينة الموصل لم يتم تسجيل أي تطورات جديدة خلال هذا اليوم، حيث استمرت قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع بتنفيذ عمليات تحضيرية على هذه الجبهة بالتمهيد بالقصف المدفعي باتجاه مناطق معسكر الغزلاني ومنطقة البوسيف جنوب الموصل، للتحرك قريبا باتجاه مطار الموصل والسيطرة عليه.
وفي الجبهة الغربية تستمر مليشيات الحشد الشعبي بعملية السيطرة على أنحاء بلدات ناحية تل عبطة وتل فارس وقريات الريزية وشواه القريبتان من مكرز مدينة تلعفر، بعد أن سيطرت عليهما خلال اليومين الماضيين، حيث شرعت مليشيات الحشد في رفع الألغام والشراك الخداعية وتأمين الطرق باتجاه قضاء الحضر جنوباً وقضاء البعاج غربا، وذلك بحسب مكتب الإعلام الحربي الناطق باسم مليشيات الحشد.
وقد أعلنت مليشيات الحشد الشعبي في بيان أن "قوات الحشد الشعبي انطلقت بعملية كبرى من محورين جنوبي وشمالي، للسيطرة على مناطق جنوب وشمال ناحية تل عبطة".
وأوضح البيان أن "هدف العملية هو السيطرة على باقي القرى شمال وجنوب تلعفر، والسيطرة على شبكة الطرق المعبدة التي تربط تلعفر بباقي المناطق، وصولا إلى الشريط الحدودي للعراق مع سورية".
وفي الجبهة الشمالية من عمليات تحرير مدينة الموصل، أعلن مصدر عسكري عراقي عن تمكن القوات العراقية من السيطرة على مزيد من المناطق في محور شمال الزاب، من أجل الوصول إلى مشارف مدينة الموصل الشمالية، والالتحاق بقطعات القوات العراقية المشاركة بعملية السيطرة على أحياء الموصل الشمالية والشرقية.
وقال مصدر عسكري في الفرقة 16 التابعة للجيش العراقي لـ"العربي الجديد" إن "قوات الجيش العراقي تطوق قرى قولان تبه والطويلة القريبتين من أحياء الموصل الشمالية الشرقية، استعدادا لاقتحامهما خلال الأيام القادمة، وتحقيق التماس مع قطعات جهاز مكافحة الإرهاب في محور شرق الموصل".