تُعتبَر الموسيقى الأفريقية في موريتانيا أقدم نمط موسيقي في البلاد، تجمع بين الشعر والغناء والنغمات المميزة للموسيقى الأفريقية، إذ تمجد البطولات والتاريخ المشترك بين الإثنيات الأفريقية المنتشرة في غرب أفريقيا، وتُعرِّف بالممارسات التقليدية لهذه المجتمعات المنغلقة.
ويعودُ هذا النمط من الغناء الشعبي إلى أزمنة الاستعمار والحروب والفروسية، وطقوس نقل أبناء أفريقيا لبيعهم في أسواق النخاسة. وتوارثت الأجيال هذا النمط الموسيقي، وتعلّمته بالتلقين والممارسة. وتتناول مواضيع أشعار الغناء الأفريقي لقبائل "الزنوج"، خاصة "الفلان" و"الولوف"، العشق والحكمة والتغني بالطبيعة. وتتضمّن أغانيها أشعاراً تنادي القبيلة وتستنجد بالفرسان وتستنهض همم الرجال. أما ألحانها، فتغلُب عليها الإيقاعات الأفريقية المعروفة، خاصة التي تستعمل الناي والكمان والدف.
ويقول الباحث في التراث، أمادو عبده، إن الموسيقى الأفريقية في موريتانيا، هي موسيقى حزينة تحكي قصص الأبطال والمهمشين وحكايات الأفارقة المستعبدين وشيوخ القبائل والحياة الاجتماعية في غرب أفريقيا.
ويضيف أن تعاقب الحضارات في منطقة غرب أفريقيا، ساهم في إثراء مخزونها الثقافي والتراثي. فتعدد العناصر الثقافية المكونة للموسيقية الأفريقية في هذه المنطقة، أدى إلى إنتاج موسيقي، فكانت آلاتها ونغماتها وإيقاعاتها عبارة عن خليط من الموسيقى الأفريقية الخاصة بكل منطقة.
ويشير إلى أن موريتانيا، وباعتبارها تقع في نقطة تماس بين الحضارة الأفريقية والعربية، فإن الموسيقى الأفريقية الخاصة بها شربت من معين الكثير من الثقافات، وكانت مختلفة عنها، فهي مازالت شفاهية ومحصورة في أسر محدودة تتوارثها، كما أنّها الآن مُهدّدة بالاندثار بسبب عزوف الشباب عن احترافها.
ويضيفُ أنّ الموسيقى الأفريقية في موريتانيا تتميز باستعمال مُكثّف للإيقاع، والغناء بإصدار طبيعي للصوت، وميل إلى الارتجال والأشعار القديمة التي تكشف تاريخاً اجتماعيّاً كاملاً. فالمقاطع الغنائية والفواصل الموسيقية والإيقاعات تحيلنا إلى عمق التاريخ والذاكرة القديمة. بينما القصص والخرافات التي تنسج منها أشعار الأغاني، تُعتبَر نقطة قوة فنية، بحيث إنها تحقق للمتلقي التوازن ما بين المتعة والفائدة.
وتضفي الرقصات على الموسيقى الأفريقية حياة جديدة، خاصة موسيقى غرب أفريقيا التي ترتبط بالرقص والحركات الجسدية المتناغمة مع إيقاعات الطبول والأصوات العالية والآلات الموسيقية. وتعتبَر الرقصات الخاصة بغرب أفريقيا من أغنى الرقصات الأفريقية بالتعبيرات الرمزية. فهناك رقصات يتم أداؤها في المناسبات والاحتفالات وأخرى في مواسم الحصاد وجني الثمار والعمل الجماعي الذي تصاحبه طقوس ورقص وغناء.
وتتعدد الآلات في الموسيقى الأفريقية، خاصة الإيقاعية، وأهمها الطبل الذي يستخدم في ضبط إيقاع الرقص الأفريقي بأنواعه وأشكاله المختلفة، إضافةً إلى بعض الآلات العتيقة التي تساعد على تحسين الإيقاع كالربابة والمزمار، ومازالت هذه الآلات تصنع من جلد الأغنام والماعز، ويُزيّن بذيول الخيول وقرون البقر والحمار الوحشي.
وإذا كان الرقص الأفريقي يعكس إلى حدّ ما الصراع بين الإنسان وقوى الطبيعة، فإن هذا يفسر إصرار الأفارقة على الرقص جماعة، صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، لاستلهام روح التعاون في مواجهة المخاطر. ولا يمثّل الرقص بالنسبة إلى أفارقة غرب أفريقيا وسيلة للاستمتاع والإثارة والترفيه فقط، بل هو أيضاً طريقة للتشجيع على العمل والعطاء والاحتفال بالطقوس الدينية والاجتماعية، والاحتفاء بالتقاليد القديمة.
وقد استطاع سكان موريتانيا والسنغال ومالي إضفاء طابع صوفي وروحي على الرقص الأفريقي، ليصبح مزيجاً من الطبول القوية والرقصات الجماعية والطقوس الاحتفالية للمعتقدات القديمة. كما ارتبط جزء منه بالشعوذة والسحر، فأصبح الرقص الفولكلوري على إيقاع الطبل، يعني تحرُّراً من الأرواح الشرّيرة، وكل القيود النفسية والجسدية.
اقــرأ أيضاً
ويعودُ هذا النمط من الغناء الشعبي إلى أزمنة الاستعمار والحروب والفروسية، وطقوس نقل أبناء أفريقيا لبيعهم في أسواق النخاسة. وتوارثت الأجيال هذا النمط الموسيقي، وتعلّمته بالتلقين والممارسة. وتتناول مواضيع أشعار الغناء الأفريقي لقبائل "الزنوج"، خاصة "الفلان" و"الولوف"، العشق والحكمة والتغني بالطبيعة. وتتضمّن أغانيها أشعاراً تنادي القبيلة وتستنجد بالفرسان وتستنهض همم الرجال. أما ألحانها، فتغلُب عليها الإيقاعات الأفريقية المعروفة، خاصة التي تستعمل الناي والكمان والدف.
ويقول الباحث في التراث، أمادو عبده، إن الموسيقى الأفريقية في موريتانيا، هي موسيقى حزينة تحكي قصص الأبطال والمهمشين وحكايات الأفارقة المستعبدين وشيوخ القبائل والحياة الاجتماعية في غرب أفريقيا.
ويضيف أن تعاقب الحضارات في منطقة غرب أفريقيا، ساهم في إثراء مخزونها الثقافي والتراثي. فتعدد العناصر الثقافية المكونة للموسيقية الأفريقية في هذه المنطقة، أدى إلى إنتاج موسيقي، فكانت آلاتها ونغماتها وإيقاعاتها عبارة عن خليط من الموسيقى الأفريقية الخاصة بكل منطقة.
ويشير إلى أن موريتانيا، وباعتبارها تقع في نقطة تماس بين الحضارة الأفريقية والعربية، فإن الموسيقى الأفريقية الخاصة بها شربت من معين الكثير من الثقافات، وكانت مختلفة عنها، فهي مازالت شفاهية ومحصورة في أسر محدودة تتوارثها، كما أنّها الآن مُهدّدة بالاندثار بسبب عزوف الشباب عن احترافها.
ويضيفُ أنّ الموسيقى الأفريقية في موريتانيا تتميز باستعمال مُكثّف للإيقاع، والغناء بإصدار طبيعي للصوت، وميل إلى الارتجال والأشعار القديمة التي تكشف تاريخاً اجتماعيّاً كاملاً. فالمقاطع الغنائية والفواصل الموسيقية والإيقاعات تحيلنا إلى عمق التاريخ والذاكرة القديمة. بينما القصص والخرافات التي تنسج منها أشعار الأغاني، تُعتبَر نقطة قوة فنية، بحيث إنها تحقق للمتلقي التوازن ما بين المتعة والفائدة.
وتضفي الرقصات على الموسيقى الأفريقية حياة جديدة، خاصة موسيقى غرب أفريقيا التي ترتبط بالرقص والحركات الجسدية المتناغمة مع إيقاعات الطبول والأصوات العالية والآلات الموسيقية. وتعتبَر الرقصات الخاصة بغرب أفريقيا من أغنى الرقصات الأفريقية بالتعبيرات الرمزية. فهناك رقصات يتم أداؤها في المناسبات والاحتفالات وأخرى في مواسم الحصاد وجني الثمار والعمل الجماعي الذي تصاحبه طقوس ورقص وغناء.
وتتعدد الآلات في الموسيقى الأفريقية، خاصة الإيقاعية، وأهمها الطبل الذي يستخدم في ضبط إيقاع الرقص الأفريقي بأنواعه وأشكاله المختلفة، إضافةً إلى بعض الآلات العتيقة التي تساعد على تحسين الإيقاع كالربابة والمزمار، ومازالت هذه الآلات تصنع من جلد الأغنام والماعز، ويُزيّن بذيول الخيول وقرون البقر والحمار الوحشي.
وإذا كان الرقص الأفريقي يعكس إلى حدّ ما الصراع بين الإنسان وقوى الطبيعة، فإن هذا يفسر إصرار الأفارقة على الرقص جماعة، صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، لاستلهام روح التعاون في مواجهة المخاطر. ولا يمثّل الرقص بالنسبة إلى أفارقة غرب أفريقيا وسيلة للاستمتاع والإثارة والترفيه فقط، بل هو أيضاً طريقة للتشجيع على العمل والعطاء والاحتفال بالطقوس الدينية والاجتماعية، والاحتفاء بالتقاليد القديمة.
وقد استطاع سكان موريتانيا والسنغال ومالي إضفاء طابع صوفي وروحي على الرقص الأفريقي، ليصبح مزيجاً من الطبول القوية والرقصات الجماعية والطقوس الاحتفالية للمعتقدات القديمة. كما ارتبط جزء منه بالشعوذة والسحر، فأصبح الرقص الفولكلوري على إيقاع الطبل، يعني تحرُّراً من الأرواح الشرّيرة، وكل القيود النفسية والجسدية.