الموت يلاحق إسراء عبد الفتاح إلى لبنان

08 فبراير 2015
الوالدة عملت بعد إصابة الوالد إلى حين وفاتها(العربي الجديد)
+ الخط -
عاشت اللاجئة الفلسطينية الشابة إسراء عبد الفتاح (20 عاماً)، جلّ عمرها في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة السورية دمشق.

لكنّ الحرب الأخيرة في سورية، التي طالت المخيم، دفعتها مع والدها ووالدتها وأشقائها إلى النزوح باتجاه لبنان، فاستقرت العائلة في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، في صور، جنوباً.

الموت الذي هربت العائلة منه، لاحقها إلى لبنان. ففقدت إسراء والدتها التي كانت تصطحب والدها للعلاج في إحدى مستشفيات صور قبل عام وثلاثة أشهر تقريباً. صدمتها سيارة وقتلتها، فيما فر السائق من دون معرفة هويته. كان والد إسراء يقصد المستشفى بهدف تصوير رأسه، لعدم توافر التصوير في مستشفى المخيم، بعد إصابته هناك بعمود حديدي. وهي إصابة منعته من العمل بعد ذلك، بسبب تأثيرها الشديد على بصره، ما يحتاج إلى عملية جراحية لها كلفتها المرتفعة بدورها.

أما الوالدة فقد دخلت بعد صدمها، في غيبوبة استمرت شهرين ونصف حتى تاريخ وفاتها.

في اليرموك، عايشت العائلة الحرب بكلّ تفاصيلها. فقد تساقطت الصواريخ والقذائف من الطائرات على المخيم، وأصابت إحداها مدخل المنزل، وأسقطت معها كلّ زجاج النوافذ.

هربت العائلة خوفاً، مع عائلات أخرى، إلى دمّر، غرب دمشق. فالتجأت لدى أقارب لها. لكنّ المنزل الذي ضمّ أربع عائلات حينها لم يتسع لهم جميعاً. فاضطرت العائلة بعد شهر واحد إلى المضيّ باتجاه لبنان.

وفي مخيم الرشيدية، استأجرت العائلة منزلاً بـ150 دولاراً أميركياً في الشهر، تكفلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بدفعها.

تشير إسراء إلى أنّ والدتها "بدأت العمل، بعد إصابة والدي، في صالون تجميل خاص بالسيدات من أجل تأمين معيشة عائلتنا المؤلفة من سبعة أشخاص، هم والدي العاجز عن العمل ووالدتي وأنا وأشقائي الصغار، وهم شقيقان وشقيقتان". تتابع: "لكن بعد وفاة والدتي، لم يعد لدينا من مدخول إلاّ ما تقدمه لنا بعض المؤسسات الخيرية من مؤن غذائية وأدوات تنظيف، فيما توقف أخي الكبير (17 عاماً) عن عمله. أما أخي الصغير فيلازم المدرسة. بينما تبقى شقيقتاي الصغيرتان في البيت".

تقول إسراء إنّها تتمنى أن تتمكن من تأمين المبلغ المطلوب للعملية الخاصة بوالدها، كي يعاود نشاطه. أما اليوم، فالعائلة تعيش على المساعدات، بانتظار استكمال إسراء لتدريبها في التزيين النسائي في أحد معاهد المنطقة. فالشابة التي تحمل شهادة البكالوريا السورية، لن تتسنى لها الدراسة الجامعية. وبدلاً منها، ستحاول إيجاد عمل من أجل إعالة والدها وأشقائها.