المهاجرون ينقذون ألمانيا من الشيخوخة

17 يناير 2016
في أحد مراكز اللجوء (توبياس شوارز/فرانس برس)
+ الخط -

تعدّ ألمانيا إحدى أكثر الدول التي يختارها المهاجرون بحثاً عن فرص عمل وحياة أفضل، هي التي تتمتع باستقرار اقتصادي ولا تعاني من أزمات على غرار دول أوروبية أخرى. وتستقبلهم ألمانيا لأنها تحتاج إليهم، وخصوصاً أنها تعاني من نقص في الأيدي العاملة. وترى أن المهاجرين يمكن أن يكونوا مصدراً مهماً لتحريك عجلة الاقتصاد، وإن كانت تبحث عن التخصصات التي لا يفضلها الألمان.

وبحسب اتحاد أرباب العمل، تحتاج ألمانيا إلى مهاجرين لديهم مؤهلات، ويمكن أن يكون لهم دور فعال في البلاد. ويشير إلى حاجتها إلى عدد كبير من المهندسين والمبرمجين التقنيين والحرفيين والعاملين في المجال الصحي والفنادق. ويتوقع أن يصل النقص في هذه القطاعات إلى 1,8 مليون شخصاً عام 2020، و3,9 ملايين شخصاً عام 2040 في حال لم يكن هناك أي تغيير. أيضاً، تعاني ألمانيا من ارتفاع في نسبة كبار السن في مقابل انخفاض عدد المواليد. لذلك، تحتاج إلى زيادة نسبة الشباب الذين يملكون مؤهلات تخوّلهم الدخول إلى سوق العمل.

في هذا الإطار، طالب رئيس اتحاد أرباب العمل إينغو كرار الحكومة بالقيام بخطوات من أجل المساهمة في حصول المهاجرين على فرص عمل مناسبة، ما سيؤدي إلى إنعاش المؤسسات الاقتصادية، وملأ المراكز الشاغرة باليد العاملة المناسبة.
كذلك، تطالب الأوساط الاقتصادية باتخاذ إجراءات سريعة للاعتراف بشهادات وكفاءات المهاجرين الجدد فور تسجيلهم، ورصد المزيد من المال لتعليمهم اللغة الألمانية. لذلك، يجب على الحكومة الألمانية العمل على جذب عدد كبير من العمال، وفي حال أغلقت الباب أمام المهاجرين، ستدفع الثمن من هذه الناحية اقتصادياً، الأمر الذي يتطلب فتح الطريق أمام أولئك الذين يمكن أن يشكلوا مصدر غنى للبلاد، والسعي إلى تأمين توازن بين مهاراتهم واحتياجات السوق.

ودائماً ما تُرحّب ألمانيا بالمهاجرين المؤهلين والأكفاء. وترى أن هؤلاء لا يفيدون الاقتصاد الألماني فحسب، بل هم قادرون على الاندماج في المجتمع، وإظهار صورة إيجابية مغايرة لتلك النمطية التي يحملها الألمان في أذهانهم عن الأجانب الآتين إلى بلادهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الألمان يرفضون استقبال المهاجرين الذين قد يكونون عالة على الدولة، أو مجرّد حمل ثقيل. برأيهم، فإن ألمانيا ليست بحاجة للمهاجرين القادمين إليها لاستغلال دولتهم والحصول على المساعدات والبقاء من دون عمل.

في هذا السياق، تبدو ألمانيا في بحث دائم عن مهاجرين لديهم المؤهلات التي تحتاج إليها، أو الذين يتمتعون بمهارات خاصة أو قدرات علمية عالية. وقد أثبت هؤلاء أنهم يستحقون أن يكونوا مواطنين ألمانا عن جدارة، وأنهم قادرون على أن يصيروا جزءاً من المجتمع الألماني من دون أي تعقيدات. وفي خضم الأزمة التي تواجه البلاد بسبب التدفق الكبير للاجئين، فإنها لا تستقبل هؤلاء عبثاً، بل تضع أمامها خطة للاستفادة من اللاجئين الذين ترى أنهم سيجدون طريقهم في ألمانيا.

وقال رئيس وكالة التوظيف الألمانية فرانك يورغن إن بين المواطنين الفارين من الحرب المدمرة في سورية، كثراً يتمتعون بمستوى جيد من التعليم. لذلك، هم موضع ترحيب في ألمانيا، وخصوصاً أنهم قد يساهمون في ملء الفراغ في بعض القطاعات التي تحتاج إلى مهارات. وتبحث ألمانيا عن عمال في المصانع وغيرها. لذلك، ترى أن تدفق اللاجئين قد يكون مفيداً لها.
هذا الواقع يجعل الحكومة الألمانية تفتح ذراعيها للمهاجرين لضمان استمرارها. من جهة أخرى، يبدو أنها تحرص على اختيار المهاجرين بعناية، وإبقاء لائحة الأشخاص الذين ترغب في استقبالهم خالية من الذين لا يتمتعون بأي مميزات أو مهارات.

اقرأ أيضاً: التحدّي الكبير.. حكاية ألمانيا مع اللاجئين إليها