المنصورة.. "برمودا عدن" بأيدي الأمن بعد انسحاب "القاعدة"

30 مارس 2016
الأمن اليمني يعود إلى المنصورة (فرانس برس)
+ الخط -

انتشرت قوات الشرطة والجيش التابعة للحكومة اليمنية، للمرة الأولى، في مديرية المنصورة، إحدى أهم مديريات محافظة عدن، جنوبي اليمن، والتي كانت قد تحولت، في الفترة الماضية، إلى معقل للمجموعات المسلحة التابعة لتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، إذ وقع فيها العدد الأكبر من الحوادث وعمليات الاغتيال خلال أكثر من نصف عام. 

وأكدت مصادر محلية في مدينة عدن، لـ"العربي الجديد"، انتشار قوات الأمن والجيش والمقاومة، التابعة للسلطة المحلية، في مختلف شوارع ومداخل المنصورة، حيث أقامت حواجز للتفتيش، وعممت بمنع السلاح وارتداء لثام على الوجه، خصوصاً على راكبي الدراجات النارية، ما سيمكّن من الحد من الاغتيالات والهجمات المسلحة التي تصاعدت بعد تحرير عدن، بحيث عانت المنصورة من موجات العنف بسبب المجموعات المسلحة التي بسطت نفوذها فيها على هامش الحرب.

وأطلق بعض سكان عدن على مديرية المنصورة لقب "مثلت برمودا"، بالنظر إلى العدد الكبير من الاغتيالات التي طاولت مسؤولين أمنيين وعسكريين وقيادات في المقاومة الشعبية، وشخصيات اجتماعية، بعد أن بسط مسلحون محسوبون على تنظيم "القاعدة" و"داعش"، في وقت سابق، نفوذهم فيها، وحولوا مقر المجلس المحلي للمديرية إلى مقر لإداراتهم، قبل أن يتعرّض للقصف بالتزامن مع بدء حملة أمنية الشهر الجاري. 

وفي يناير/ كانون الثاني العام الجاري، بدأت قوات الأمن أول عملية، واشتبكت مع المسلحين، غير أن العملية توقفت في اليوم التالي لأسباب غير معروفة.

وفي مارس/ آذار الجاري، بدأت قوات الأمن، المدعومة من التحالف، عملية واسعة في المنصورة، بدعم من مقاتلات التحالف التي نفذت غارات في المديرية ومناطق قريبة منها في البريقة، غير أن المسلحين سرعان ما انسحبوا في اليوم التالي من مقر المجلس المحلي، لتتمكن قوات الأمن من الوصول إلى المقر في 14 من الشهر الجاري، ومع ذلك وقعت اشتباكات محدودة متقطعة بين القوات الأمنية والمسلحين. ​ 

وقد كان تحرير المديرية مفاجئاً، بالنظر إلى الفترة القصيرة التي استغرقتها العملية، وباعتبار المخاوف التي كانت سائدة من أن تطول المعركة مع تلك المجموعات، والتي شكلت حالة من الرعب في عدن خلال الفترة الماضية.
ومع ذلك يرى متابعون وسكان في عدن أن المديرية ما تزال مهددة بهجمات مباغتة للمسلحين، ما لم تترافق مع هذا التحرك خطوات لإكمال بسط الأمن في مديريات أخرى بأطراف المدينة، فضلاً عن تأمين الحكومة لمدينتي زنجبار، مركز محافظة أبين، ومدينة الحوطة، مركز محافظة لحج، وهما مدخلا عدن الشرقي والشمالي، ويقعان تحت سيطرة التنظيم. 

وتعتبر المنصورة من بين ثماني مديريات تتألف منها محافظة عدن، وهي من أكثر المديريات من حيث الكثافة السكانية، حيث يزيد عدد سكانها عن 114 ألف نسمة، حسب آخر إحصائية رسمية عام 2004، وتبلغ مساحة المديرية 750 كيلومتراً، وتتألف إدارياً من ثلاثة أحياء، وهي تلال شمسان والثورة و22 يونيو. 


وقد تعرضت أغلب أحياء عدن لدمار وأضرار كبيرة نتيجة الحرب التي دارت رحاها منذ أواخر مارس/ آذار 2015 وحتى منتصف يوليو/ تموز العام نفسه، جراء الضربات الجوية  للتحالف العربي ضد مسلحي جماعة "أنصار الله" والموالين للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، والمعارك مع المقاومة وقوات الجيش الموالية للحكومة، ومع ذلك كانت المنصورة من بين مناطق محدودة نجت من الحرب، وارتفعت فيها الكثافة السكانية نتيجة النزوح من الأحياء الأخرى. 

ومن أشهر مناطق المنصورة جولة كالتكس (تقاطع)، وهو أبرز مدخل إلى المديرية، واشتهر إلى جانب شارع التسعين، بسبب العدد الكبير من الاغتيالات وحوادث الاشتباكات التي وقعت فيه بين مسلحي "القاعدة" وقوات تابعة للمقاومة.