في التاسعة من مساء الأربعاء أتى تفجير تضاربت الروايات حول من يقف وراءه، على أحد أقدم مساجد العراق، وسط مدينة الموصل، وهو جامع النوري الكبير، ومنارته الحدباء، التي تلقب مدينة الموصل باسمها فتسمى "الموصل الحدباء".
والجامع التاريخي الذي يقع وسط مدينة الموصل قرب ضفاف دجلة، بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري، أي أن عمره يناهز تسعة قرون، ويُعتبر ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وأعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1363هـ/1944م.
يشتهر الجامع بمنارتهِ المحدَّبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي، وتعد المنارة أحد أبرز الآثار التاريخية في المدينة خاصة، والعراق عامة.
مكث نور الدين في الموصل أربعة وعشرين يوماً، وخلال هذه الفترة، رأى نور الدين في هذه الفترة ما يُعانيه المصلون من ضيق الجامع، فلم يكن بها جامع سوى الجامع الأموي، ولكن سكان البلدة ازداد عددهم، وأدرك حاجتها إلى جامع جديد، فبناه بعد استشارة علماء المدينة.
وبعد الاحتلال المغولي للموصل لاقى هذا الجامع كغيره الكثير من الإهمال والتخريب، ودُمرت الموصل تدميرا شبه كامل، وانتشر فيها الطاعون ومات الكثير من أهلها، وفي السنة نفسها أعيد إعمار وتنظيف الجامع.
يتألف المبنى من مصلى مستطيل الشكل مساحته 143 مترا مربعا وللمصلى أربعة أبواب، ويقوم سقفه على أعمدة ضخمة موازية لجدار القبلة وبني من الرخام والحجارة القديمة وفيه فناء كبير وحديقة، ويعلوه مكان ارتقاء المؤذن لرفع الأذان للصلوات الخمس.
في العاشر من يونيو/ حزيران 2014 احتل تنظيم "داعش" الموصل وظهر زعيمه أبو بكر البغدادي لأول مرة علنا على منبر جامع النوري، ليعلن منه خلافته المزعومة على العراق والشام ليتحول الجامع ومحيطة القديم بمثابة المربع الأكثر رمزية للتنظيم.
وأعلنت قيادة عمليات الجيش، مساء الأربعاء، عن تدمير تنظيم "داعش" الجامع ومنارته الحدباء إلا أن وكالة أعماق التابعة للتنظيم نفت ذلك في بيان لها، وقالت إن طائرات أميركية هي التي قصفته.
انتهت حكاية جامع نور الدين زنكي بوجع في نفوس العراقيين، إلا أن أرواح عشرات المدنيين التي أزهقت بفعل التفجير أو القصف ما زالت حبيسة تحت أنقاض منازلهم.