الممثل الأردني حجازين:لاأخاف من الملك عبد الله

15 أكتوبر 2014
حجازين في لقطة من "عالوجع" (شاشات)
+ الخط -
أمجد حجازين، ممثّل أردني كوميدي، ينتقد الأحداث الساخنة في بلاده بأسلوب ساخر، ميّزه عن سائر الكوميديين الأردنيين، منذ بداية مسيرته الفنّية قبل عقد من الزمن. ولم تلبث جماهيريته تتسّع كلما أوغل في عمق أزمات المجتمع الأردني، وأطلق كلّ ما هو مسكوت عنه، أو متجاهل على أقلّ تقدير، من القمقم.
حبّه لخشبة المسرح دفعه إلى النزول مع رفاقه إلى الشارع. ذهب للناس قبل أن يأتوا إليه. من "مسرح الشارع" إلى البرنامج الصباحي في التلفزيون الأردني، مروراً ببرنامج "حكي جرايد"، أضحك حجازين المواطن المهموم، وها هو اليوم يحمل "وجع" الشارع الأردني على عاتقه بفقرة لا تتجاوز ثلاث دقائق، ضمن برنامج صباحي، بعنوان: "عالوجع".

- أمجد، لماذا "عالوجع"؟
لأنّه أصبح من اللازم أن نعترف بأوجاعنا. في السابق كنّا نحوم وندور حول مشاكلنا، أما الآن فقد حان الوقت كي نضع أصبعنا على موضع الألم ونتكلّم عنه بصراحة.

- عبر إطلالاتك التلفزيونية، ماذا تريد أن تقول للمواطن الأردني؟
أريده أن يعرف أنّ لكلّ منّا رأيه الخاص، وفي حال تعارض رأيي مع رأيه فهذا لا يعني أنّني عدوّه. يجب أن نتصالح مع أنفسنا من الداخل لكي نتعايش مع آراء الآخرين، وستكون في مجتمعنا تربة صالحة لنموّ الحريّات.

- هل تقصد أن الهدف من هذا البرنامج أن تخرج المواطن الأردني عن صمته؟
نعم، لأنّ مشكلتي مع المواطن الأردني أنّه لا يعبّر عن رأيه. الصمت من أهمّ أسباب الحروب والأزمات في الدول المجاورة، وحتى لا نمرّ بالأزمة نفسها التي تدور في سورية والعراق، فعلى المواطن أن يتكلم. دائماً أعيد وأكرّر هذه المقولة "من رحم الاستبداد يولد الإرهاب"، والتهميش أيضاً.

- هل يساورك قلق أو خوف حين يحضر الملك عبد الله الثاني أحد عروضك؟ وهل صحيح أنّك تعرّضت للتهديد؟
لم أقلق من شخص الملك عبد الله في أي مرحلة من مراحل مسيرتي، أقلق من أشخاص حوله. صدقاً، حتى اللحظة لم أتعرّض لأيّ تهديد على الإطلاق.

- لماذا يبدو مشروعك اليوم ضرورة ملحّة كما تقول؟
لأنّنا نتعرّض لضغوطات كثيرة. وباعتقادي، مع هذه التعقيدات، من المستحيل أن يبقى الأردن على حاله، إذ نحن بصدد دخول مرحلة جديدة تبدأ مع بداية عام 2018، وهي مرحلة التغيير الثانية، والآن نمرّ في هذا التغيير الجذري كباقي الدول. ومع كلّ مرحلة سنواجه أزمات وصعوبات ليس علينا مراكمتها أو تأجيل حلّها.

- غالباً ما يواجه الفنانون المنتقدون بأنّهم لا يقدّمون أيّة حلول، ولا يحدّدون المسؤولين، فما ردّك؟
المشكلة التي نواجهها في الأردن أنّنا نجهل صانع القرار، فهو ليس الإنسان ذاته الذي نشاهده في التلفاز أو الذي نقرأ تصريحاته في الجرائد والصحف. فمثلاً في موضوع الحرب على داعش، لم يصوّت النواب على الحرب، والحكومة نفت تدخّلها في البداية، فإذا لم تقرّر السلطة التنفيذية أو التشريعية قراراً سياسياً كهذا، فهل السلطة القضائية هي مَن أدخلتنا الحرب عنوة؟!

- ما هي رؤيتك للكوميديا؟ وهل للكوميديا السوداء، برأيك، وقعٌ أكبر في نفوس المشاهدين من سردها مباشرة؟
أرى أن تطوير المضمون والطرح الذي أقدّمه للمشاهد، هو من أهمّ أدواتي. فعلى الكوميدي أن يكون مقتنعاً في كلّ مرحلة من مسيرته الفنيّة أنّ الحسّ الفكاهي يتطوّر مع متطلّبات الجمهور بشكل مطّرد، وبالطبع للكوميديا السوداء وقع أكبر، لذلك أتوخّى الحذر في نقد المشكلة بشكل مباشر، وأقوم بطرحها بشكل ساخر، لا أريد أن أزيد من هم المواطن الذي يشعر بالإحباط أصلاً.
دلالات
المساهمون