تتواصل تداعيات التفجير الذي ضرب بلدة بني سعد في محافظة ديالى ليل الجمعة الماضي، والذي أوقع نحو 250 قتيلاً وجريحاً، وعلى الرغم من التحذيرات من انفراد مليشيات "الحشد الشعبي" بإدارة الملف الأمني وتنفيذها مخططاً انتقامياً على خلفية التفجير، أقدمت تلك المليشيات على حملة اعتقال طاولت ضباطاً ومنتسبين في شرطة المحافظة بتهمة التقصير أو التواطؤ بالتفجير.
وقال مصدر في مديرية شرطة المحافظة لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات اعتقلت عدداً من ضباط ومنتسبي شرطة بلدة بني سعد، وضباطاً آخرين في مركز بعقوبة على خلفية التفجير"، موضحاً أنّ "من بين الضباط رتباً كبيرة منها عقيد ومقدم وغيرها".
وأشار إلى أنّ "المعتقلين جميعهم من الطائفة السنيّة، وأنّ بعضهم كانوا يتمتعون بإجازات في اليوم الذي وقع فيه التفجير"، لافتاً إلى أنّ "المليشيات اقتادت المعتقلين من أماكن عملهم وبعضهم من منازلهم".
وأضاف، أنّ "مكان احتجاز المعتقلين لم يعرف حتى الآن، وأنّ الحشد اتهم بعضهم بالتقصير وبعضهم الآخر بالتواطؤ، ويقول إنّه أخضعهم للتحقيق"، مؤكّداً أنّ "الحشد سيخضع المعتقلين للتعذيب وينتزع منهم اعترافات بالقوة".
من جهته، أوضح عضو مجلس محافظة ديالى محمد الكرخي، أنّ "الحشد الشعبي بقيادة المحافظ مثنى التميمي، يعمل على اجتثاث كل منتسبي الأجهزة الأمنية من المكون السني".
وقال الكرخي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التفجير جاء كفرصة استغلها الحشد لتنفيذ أجندته الطائفية في المحافظة، وبحجة التقصير بالواجب أو التواطؤ سيجتث كافة المنتسبين الأمنيين السنة، ليكون جهاز الشرطة حصراً على الطائفة الشيعية".
وأبدى الكرخي استغرابه من "سلطة الحشد الشعبي على ضباط كبار في الشرطة، وإمكانية اعتقالهم وإخضاعهم للتحقيق"، موضحاً أنّ "موازين الأمور انقلبت وأصبحت السلطة للمليشيات على الأجهزة الأمنية".
وأكّد أنّ "المحافظة اليوم تنحدر انحداراً خطيراً لا تعرف نهايته، وتتطلب موقفاً حازماً ومسؤولاً من قبل الحكومة المركزية ورئيسها حيدر العبادي لإنقاذ ما تبقى منها".
بدوره، لفت مدير بلدة بعقوبة عبد الله الحيالي، إلى حاجة المحافظة إلى "خطط أمنية جديدة، تتضمن حماية الأسواق والمراكز المهمة والمساجد".
وقال الحيالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تقاذف التهم بالتقصير والإهمال وغيرها عقب كل تفجير ليست حلولاً للأزمة الأمنية وإنّما تزيد من تعقيداتها"، مطالباً القائمين على الملف الأمني بالمحافظة بأن "يكونوا على قدر المسؤولية ويستحدثوا خططاً أمنية تتناسب مع حجم الهجمة الشرسة التي تواجهها المحافظة".
وشهدت بلدة بني سعد جنوب مدينة بعقوبة، ليل أول أمس الجمعة، انفجاراً عنيفا بسيارة مفخخة أوقع نحو 250 قتيلاً وجريحاً.
وكان مجلس محافظة ديالى، قد دعا إلى عقد جلسة طارئة خلال 24 ساعة واستضافة القيادات الأمنية من أجل بحث أسباب التفجير الذي استهدف بلدة بني سعد، فيما اعتبر البلدة "منكوبة" على إثر التفجير.
اقرأ أيضاً: "داعش" يحقق تقدماً جديداً في الأنبار ويتوعد رئيس البرلمان