واصلت المليشيات الكردية حملة "غضب الفرات" التي تشنها، بهدف عزل مدينة الرقة، وباتت على بعد كيلومترات من الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، في ظل مقاومة يبديها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الجبهة الشمالية من الريف، حيث توقفت المليشيات في عدة نقاط منذ أسبوع، نتيجة شن التنظيم هجماتٍ معاكسة.
وسيطرت المليشيات ظهر اليوم الجمعة، على نقاط في المدخل الشمالي لمنشأة "سد البعث" في جنوب بلدة كديران بريف الرقة الغربي، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم "داعش".
في المقابل، شنّ التنظيم هجوماً اليوم الجمعة على مواقع المليشيات، في محيط قرية ميسلون بريف المدينة الشمالي الغربي، وهي أبعد نقطة للمليشيات الكردية، عن مدينة الرقة في الجبهة الشمالية، وتبعد قرابة 14 كلم عنها، في حين تدور معارك كر وفر بين الطرفين في منطقة السجن المركزي، ومعامل النسيج، على بعد 6 كلم في ريف المدينة الشمالي، وفي أطراف قرية رقة سمرة على طريق دير الزور - الرقة على بعد أقل من 5 كلم عن المدينة.
كما تدور المعارك بشكل عنيف بين الطرفين في محيط مزرعة الفرقان، على بعد 5 كلم غرب الرقة، تزامناً مع تقدم مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" "قسد" في الأطراف الشمالية من سد "البعث".
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الطريق الوحيدة لانسحاب "داعش" من المدينة، هي عبر نهر الفرات، حيث دمّر طيران التحالف الدولي معظم الجسور الواصلة بين ضفتي النهر. ومن المتوقع أن يعتمد التنظيم على الطوّافات والقوارب، في حال فكر بالانسحاب من المدينة، باتجاه الضفة الجنوبية من النهر، بريف الرقة الجنوبي.
إلى ذلك، أوقفت المليشيات الكردية زحفها في الضفة الجنوبية من النهر، بعد سيطرتها على مدينة الطبقة غرب الرقة، وهو ما يشير إلى نيتها منح التنظيم فرصة للانسحاب من المدينة، نحو الضفة الجنوبية وفق المصادر.
وذكرت المصادر أن هناك أنباء عن إفراغ التنظيم للمدنيين في الأحياء الشمالية والشرقية والغربية من المدينة، وتركهم في الأحياء الجنوبية المتاخمة لنهر الفرات.
وكانت المليشيات الكردية قد طالبت عناصر التنظيم عبر بيان لها، بتسليم أنفسهم مقابل العفو وتسوية أوضاعهم، ومنحهم البيان فرصة حتى 31 من الشهر الجاري.