لا يبدو أن تغيُّر النبرة الكورية الشمالية في الأشهر الأخيرة، بعد سنوات من خطابات التهديد والوعيد والتجارب المدوية في سماء شبه الجزيرة الكورية وباطنها، موجّهٌ للاستهلاك الدولي بحثاً عن مخرج من مأزق العقوبات الأممية، أو عن سبيل إلى المساعدات الإنسانية، كما يشير بعض المراقبين. فقد تغيّرت النبرة، أيضاً، على المستوى الداخلي، وأصبحت أجهزة السلطة في بيونغ يانغ تعمل على تهيئة الشعب للقادم من التغيّرات في نهجها وتوجهاتها.
في بيونغ يانغ، تتولّى لجان مختصّة مهمّة إنتاج البروباغندا بأشكالها المختلفة منذ عقود، بهدف الدفع بالرأي الشعبي إلى تبنّي توجّهات القيادة العليا للبلاد. وبما أن "القائد الأعلى" قرّر تبنّي سياسة تدعم محادثات السلام والتقارب والوحدة مع الجار الجنوبي، فإن الملصقات التي تُنتجها هذه اللجان تذهب في الاتجاه نفسه، ما قد يكون تعبيراً صريحاً عن صدق نوايا الشمال؛ إذ تتناقض الملصقات الجديدة، التي تدعو إلى السلام والمصالحة مع الجنوبيّين، بشكل واضح مع الخطاب العدائي المعتاد الذي تميّز به النظام منذ نشأته.
يُصوّر ملصقٌ جديد الزعيمين الكوري الجنوبي مون جيه اين والكوري الشمالي كيم جونغ أون وهما يرفعان اتّفاق 27 نيسان/ إبريل الموقّع عقب قمّتهما. وكُتب على الملصق "ينبغي على الأمّة الكورية بأكملها أن تقف بقوّة تحت علم الاستقلال الوطني. بناء أمّة قوية ومزدهرة وموحّدة".
اقــرأ أيضاً
ويصوّر ملصقٌ آخر جرّافتَين تُدمّران المنطقة منزوعة السلاح DMZ شديدة التحصين وكُتب عليه "دعونا نبذل جهوداً مشتركة للتخفيف من حدّة التوتّر العسكري والقضاء على خطر الحرب في شبه الجزيرة الكورية". تحمل الجرّافتان أعلاماً كُتب عليها "إعادة التوحيد المستقل"، ربّما في إشارة إلى ضرورة أن يتم الأمر من دون تدخُّل أجنبي، و"الرخاء المشترك" الذي قد يكون إشارةً إلى المصير المشترك للكوريّتين.
يؤكّد السلوك الداخلي للنظام الكوري الشمالي وجود نيّة للتغيير، بدءاً من خطاب الزعيم الشمالي بداية العام الحالي أمام اللجنة المركزية لـ "حزب العمّال" الحاكم الذي أكّد فيه ضرورة تطوير الاقتصاد، مروراً بإنشاء مناطق تجارة حرّة على الحدود الروسية والصينية، وأخيراً مصارحته الشعب الشمالي بما جاء في قمة 27 نيسان/ إبريل الماضي من اتفاقٍ على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي بعد أشهر قليلة من إعلان الزعيم كيم بلوغ دولته أهدافها النووية.
لم تُعد بيونغ يانغ ترغب في ما يبدو في التركيز على النووي والتقوقع على الذات، بل ما نشهده الآن قد يكون انفتاحاً شمالياً على الطريقة الصينية بالبقاء على الشيوعية، وحكماً على الطريقة السنغافورية عبر بقاء أسرة آل كيم في السلطة.
(صحافي مُقيم في سيول)
يُصوّر ملصقٌ جديد الزعيمين الكوري الجنوبي مون جيه اين والكوري الشمالي كيم جونغ أون وهما يرفعان اتّفاق 27 نيسان/ إبريل الموقّع عقب قمّتهما. وكُتب على الملصق "ينبغي على الأمّة الكورية بأكملها أن تقف بقوّة تحت علم الاستقلال الوطني. بناء أمّة قوية ومزدهرة وموحّدة".
ويصوّر ملصقٌ آخر جرّافتَين تُدمّران المنطقة منزوعة السلاح DMZ شديدة التحصين وكُتب عليه "دعونا نبذل جهوداً مشتركة للتخفيف من حدّة التوتّر العسكري والقضاء على خطر الحرب في شبه الجزيرة الكورية". تحمل الجرّافتان أعلاماً كُتب عليها "إعادة التوحيد المستقل"، ربّما في إشارة إلى ضرورة أن يتم الأمر من دون تدخُّل أجنبي، و"الرخاء المشترك" الذي قد يكون إشارةً إلى المصير المشترك للكوريّتين.
يؤكّد السلوك الداخلي للنظام الكوري الشمالي وجود نيّة للتغيير، بدءاً من خطاب الزعيم الشمالي بداية العام الحالي أمام اللجنة المركزية لـ "حزب العمّال" الحاكم الذي أكّد فيه ضرورة تطوير الاقتصاد، مروراً بإنشاء مناطق تجارة حرّة على الحدود الروسية والصينية، وأخيراً مصارحته الشعب الشمالي بما جاء في قمة 27 نيسان/ إبريل الماضي من اتفاقٍ على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي بعد أشهر قليلة من إعلان الزعيم كيم بلوغ دولته أهدافها النووية.
لم تُعد بيونغ يانغ ترغب في ما يبدو في التركيز على النووي والتقوقع على الذات، بل ما نشهده الآن قد يكون انفتاحاً شمالياً على الطريقة الصينية بالبقاء على الشيوعية، وحكماً على الطريقة السنغافورية عبر بقاء أسرة آل كيم في السلطة.
(صحافي مُقيم في سيول)