وأدى هذا الإجراء إلى تجمع أعداد كبيرة من الفلسطينيين عند البوابات خارج أسوار المدينة المقدسة، حيث افترشوا الشوارع وأدوا صلاة المغرب، ليتبعه اعتصام حاشد، وسط هتافات التكبير، وشعارات "افتداء الأقصى بالروح والدم".
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبيل منتصف الليلة، بأعمال صب باطون مسلح في منطقة باب الأسباط، غير معلوم بعد طبيعتها، وذلك عقب أداء آلاف الفلسطينيين، صلاة العشاء في منطقة باب الأسباط، خارج أسوار البلدة القديمة من القدس، بعد أن افترشوا الشارع الرئيس هناك، والمفضي إلى حيي واد الجوز ورأس العامود.
وكانت قوات الاحتلال قد نصبت حواجز عسكرية هناك ومنعت مواطني الأحياء المتاخمة للبلدة القديمة من القدس من دخولها، كذلك أغلقت منافذ المدينة المقدسة أمام غير قاطنيها ومنعتهم من الدخول إليها.
ووصف نشطاء في القدس لـ"العربي الجديد" هذا العدد الهائل من المصلين بأنه غير مسبوق، ويشير إلى الإقبال الكبير من المواطنين الفلسطينيين على تحدي الاحتلال وإجراءاته، وتوقعوا أضعافه بعد غد الجمعة.
وفور انتهاء الصلاة أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت باتجاه المصلين الذين واصلوا احتشادهم في الشوارع والساحات، ما أوقع إصابتين بالرصاص المطاطي، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
في غضون ذلك، اندلعت مواجهات، مساء اليوم، في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، بعد أن هاجم شبان مركبات للمستوطنين والجنود، ورد هؤلاء بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت، لتمتد لاحقًا إلى معظم أحياء البلدة.
وفي شارع ابن بطوطة بالقدس المحتلة، هاجم شبان، مساء اليوم، بالزجاجات الحارقة مقر مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية، ما أدى إلى اندلاع النيران في المدخل الرئيس للمقر.
وكانت سلطات الاحتلال قد دفعت بطواقم من بلديتها في القدس المحتلة إلى ساحة الغزالي المتاخمة لباب الأسباط، وقامت تلك الطواقم بتغطية منطقة الساحة بغطاء بلاستيكي "شادر" ذي لون أزرق ضخم، بعدما أدخلت جرافات صغيرة إلى الموقع. ولا يعلم بعد ما تقوم به تلك الطواقم، بعد عمليات التخريب واقتلاع الأشجار وخلع البلاط في الساحة.
يذكر أن اللجنة الفنية المختصة التي شكلتها إدارة الأوقاف الإسلامية، أمس الثلاثاء، أصدرت اليوم تقريرها الأول حول التغييرات التي أحدثتها سلطات الاحتلال عند بوابات الأقصى، والذي أكد وجود تغييرات وتجاوزات على الأرض في محيط المسجد وأبوابه، واستناداً إلى ما أورده التقرير، تقرر عدم الدخول إلى المسجد الأقصى، وبالتالي ستستمر الصلوات على الأبواب تنفيذاً لقرار المرجعيات الدينية، والذي أكد أن العودة إلى الوضع الطبيعي تتطلب عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو/ تموز الجاري، وانتهاء جميع إجراءات الاحتلال.
وقال ممثل لجنة المدافعين عن حقوق الإنسان في مدينة الخليل، بديع دويك، لـ"العربي الجديد"، إن أهالي المدينة تجمعوا أمام الحاجز لدعم أهالي القدس في حربهم الشرسة ضد سياسة الاحتلال وضد الإجراءات التي يقوم بها من خلال تقنين حرية العبادة في القدس عبر إقامة الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية ونصب الكاميرات.
وأضاف أن مدينة الخليل مرتبطة وجدانياً ودينياً وسياسياً في ما يتعلق بالقدس، خاصة أن المدينة طبقت عليها تلك الإجراءات بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي، ونصبت الحواحز والبوابات الإلكترونية، ونصبت الكاميرات.