تُعدُّ المقبرة الإسلامية في أسوان، والمعروفة باسم المقبرة الفاطمية من أهم مجموعة المقابر الإسلامية في مصر. يرجع تاريخها إلى ما بين نهاية القرن السابع إلى القرن الثاني عشر الميلادي.
تقع المقبرة خارج المدينة القديمة (أسوان التاريخية)، وتشغلُ مساحةً بطول 2000 متر من الشمال إلى الجنوب، و 500 متر من الشرق إلى الغرب. وذلك وفقاً لخريطة الموقع التي وضعتها العالمة، أوغو مونيريت دي فيلارد، عام 1920.
تقع المقبرة خارج المدينة القديمة (أسوان التاريخية)، وتشغلُ مساحةً بطول 2000 متر من الشمال إلى الجنوب، و 500 متر من الشرق إلى الغرب. وذلك وفقاً لخريطة الموقع التي وضعتها العالمة، أوغو مونيريت دي فيلارد، عام 1920.
تتكوَّن المقبرة من ثلاثة أجزاء؛ شمالي مرتفع، ومنطقة وسطى، ومنطقة جنوبية، يفصل بينهما خندقٌ ضيِّق. الجزء الشمالي يحتوي على أربعة أضرحة، والعديد من المقابر على شكل مربع. والجزء الأوسط على بعض الأضرحة المُحاطة بالعديد من المقابر المتواضعة.
أما الجزء الجنوبي، فيحتوي على أكثر من عشرين ضريحاً محفوظة بشكلٍ جيّد، ومجموعات مُسيَّجة من المقابر المتواضعة.
في المقبرة، توجد أدلّة على الفترات الفرعونية واليونانية والرومانية، مثل المحاجر والمدافن. ولكن المقبرة الإسلامية الأصليَّة، تعود إلى نهاية القرن السابع، وقد أصابها الضرر الشديدُ بسبب حركة البناء الحديثة، وتجديد البنية التحتية لمدينة أسوان الحديثة.
ولذلك، فُقِد حوالي ثلثي أرض الدفن الخاصة بالمقبرة. وكانت من قبل تشغل مساحة كيلومتر مربع تقريباً، حيث استبدلت بطرق ومنازل جديدة.
لم ينجُ من المقبرة سوى حلقتين من المقابر والأضرحة في المنطقة الشمالية، وحوالي نصف دستة من الأضرحة في المنطقة الوسطى، أما المنطقة الجنوبية فرغم الضرر الذي أصابها من إنشاء طريق حديث عليها؛ فإنها لا تزال تُظهر التخطيط التاريخي للمقابر، وما زالت تحتفظ أيضاً بعدد كبير من المقابر القديمة.
ويتكوَّنُ الحجر الأساسيُّ المُستخدم في المقبرة الإسلاميَّة بأسوان من الغرانيت الوردي. وكانت بالموقع العديد من المحاجر الفرعونية والرومانية واليونانية الأثرية التي استخدمت أحجارا منها في بناء المقابر الفاطمية. ولا تزال النقوش الصخرية وبقايا الطريق الذي كان يؤدي إلى معابد فيلة في موقعها القديم قبل نقلها وإغراق مكانها بمياه بحيرة السد العالي.
كان موقع المحاجر معروفاً بنشاط استخدام الغرانيت الوردي الثمين في صناعة التماثيل متنوعة الأحجام والأشكال، ثم في العصر الفاطمي استُخدم ذلك الحجر نفسه في صناعة العتبات وشواهد القبور وألواح الأرضيات للأضرحة وأغطية المقابر الفخمة للأثرياء المدفونين.
تحملُ شواهد القبور الإسلامية بأسوان، توثِيقاً لأوَّل عملية دفن بالمقابر. ويعود تاريخها إلى القرن السابع، بعد فترة قصيرة من الفتح العربي لأسوان. بينما توثق الشواهد أنَّ آخر عملية دفن ترجعُ إلى القرن الثاني عشر خلال سقوط حكم الفاطميين لمصر.
ولا تزال محاولات استكشاف المقبرة تجري من قبل العديد من الهيئات الأثرية الغربيَّة، وتجرى عمليات تحليل البقايا من قطع السيراميك والوثائق لمعرفة الطقوس التي مورست في تلك الفترة، فيما يخصُّ تجهيز الموتى واختيار النقوش التي وضعت على القبور وارتباط كل ذك بالحقبة التي تم فيها.