ويشكل هذا الاجتماع الذي يعرف مشاركة مجموعة من البلدان الأعضاء في التحالف ضد "داعش"، مناسبة لشركاء التحالف لمناقشة الخطوات المقبلة لضمان القضاء على "داعش" في العراق وسورية، وكذا سبل تسريع المقاربة الجماعية لمكافحة الأطماع العالمية للتنظيم.
ويركز الاجتماع أساسا على وجود تنظيم "داعش" في القارة الأفريقية، ويتضمن مناقشة مفصّلة للأولويات المتعلقة بمحاور العمل المتعددة للتحالف، ولا سيما الاستقرار والمقاتلين الإرهابيين الأجانب وتمويل مكافحة الإرهاب والرسائل المناهضة للتطرف.
وزارة الخارجية الأميركية أفادت ضمن بيان لها أن بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس ترامب للتحالف العالمي ضد "داعش"، يشارك في هذا الاجتماع باعتباره "فرصة لشركاء التحالف لمناقشة الخطوات التالية، لضمان هزيمة دائمة لداعش في العراق وسورية".
من جهتها، أوردت وزارة الخارجية المغربية أن "الاجتماع يعكس الالتزام المتواصل للمغرب بالمساهمة في الجهد المنتظم الدولي في مجال مكافحة الإرهاب"، مبرزة أن انعقاد هذا اللقاء في المملكة "اعتراف إضافي بالتزام المغرب ودفاعه عن مقاربة تضامنية من أجل أفريقيا للتصدي للتحديات الأمنية، خاصة التهديد الإرهابي".
تحالف عالمي
الخبير في الحركات الدينية الدكتور إدريس الكنبوري اعتبر في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "اختيار المغرب لاحتضان هذا الاجتماع يشكل بالفعل اعترافا بالدور الذي يضطلع به في الاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب".
واسترسل الكنبوري بأن "المغرب يعتبر عضوا نشطا في هذا التحالف، وفي العام الماضي جرى إعادة انتخاب المغرب للمرة الثانية رئيسا للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب إلى جانب هولندا، الذي يوجد مقره في هذه الأخيرة ويضم حوالي 30 دولة من أفريقيا وأوروبا".
وتابع المتحدث ذاته بأن "التحالف الدولي ضد داعش هو تحالف عالمي يسعى إلى محاربة هذا التنظيم خارج سورية والعراق، باعتباره يشكل خطرا عالميا، وبعد سورية والعراق هناك تركيز على أفريقيا بوصفها الساحة الجديدة لتمدد التنظيم والجماعات المرتبطة به".
وذهب الكنبوري إلى أن "المغرب مفتاح أساسي في مكافحة الإرهاب في إفريقيا، خاصة أنه حقق نوعا من التراكم في مواجهة الإرهاب"، مردفا أن "المغرب اليوم البلد العربي والأفريقي الوحيد الذي فكك أكثر الجماعات المتطرفة، حوالي 170 تنظيمًا، وهذا يظهر بالنسبة لأوروبا وأميركا نجاح السياسة المغربية".
وزاد بأنّ المغرب "البلد الأكثر استقرارًا رغم التهديدات الإرهابية التي يتعرّض لها، والتي يعكسها هذا العدد من الخلايا المفككة، كما أنه أيضًا قدّم مساعدات لوجستية كبيرة لبلدان أوروبية مثل فرنسا وبلجيكا في تفكيك الجماعات الإرهابية فيها، ما يؤكّد بالنسبة للأطراف الأوروبية أنّه يتوفر على أجهزة مخابراتية وأمنية قوية".
وتشكل التحالف الدولي ضدّ "داعش" في سبتمبر/أيلول 2014، ويلتزم أعضاؤه، البالغ عددهم 75 بلدًا، بالتصدّي للتنظيم الإرهابي والعمل على هدم شبكاته والوقوف أمام طموحاته بالتوسع العالمي. وعقد آخر اجتماع للتحالف الدولي بدولة الكويت، في 13 فبراير/شباط الماضي.