المغرب يدعو لدعم الحوار الليبي في بوزنيقة

09 سبتمبر 2020
سادت خلال جلسات الحوار أجواء إيجابية (العربي الجديد)
+ الخط -

في الوقت الذي يُنتظر فيه استئناف جلسات الحوار الليبي بين وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، يوم غد الخميس بمدينة بوزنيقة المغربية، دعت الرباط إلى توجيه الجهود العربية نحو دعم الحل السياسي للأزمة على حساب الخيار العسكري، والمساهمة في توفير إطار محايد لحوار ليبي-ليبي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال أعمال الدورة 154 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.
وشدد وزير الشؤون الخارجية المغربي، خلال الاجتماع الافتراضي لوزراء الخارجية العرب، على ضرورة العمل على تحقيق الحل لهذه الأزمة بمساهمة ليبية محضة، والمساهمة في توفير إطار محايد لحوار ليبي-ليبي، يضمن تماسك اللحمة الوطنية والوحدة الترابية والسيادة الوطنية لليبيا على جميع أراضيها، بعيداً عن التدخلات الأجنبية.
وتوقف بوريطة، خلال الاجتماع، عند احتضان المغرب لحوار ليبي يديره الليبيون أنفسهم، انطلاقاً من مرجعية الاتفاق السياسي الليبي الذي تم توقيعه بين الأطراف الليبية منذ حوالي خمس سنوات بمدينة الصخيرات، معتبراً أن "هذا التقارب في المكان الجغرافي لتلاقي الفرقاء الليبيين ما هو إلا امتداد لمسؤولية المملكة المغربية تجاه الأشقاء الليبيين لكي يختاروا ما يرونه مناسباً، من القواعد ومن المبادرات لتدارك الوقت الضائع والانخراط في مفاوضات سياسية شاملة تنهي مظاهر الصراع وتضع حداً للمرحلة الانتقالية، وتؤسس لاستقرار سياسي دائم".

تقرر في ختام جلسات اليوم الثالث للحوار الليبي، تمديد مفاوضات وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي

يأتي ذلك، في وقت يُنتظر أن يستكمل، يوم غد، الفرقاء الليبيون جلسات الحوار التي تحتضنها مدينة بوزنيقة المغربية، بعد أن كان قد تقرر، في ختام جلسات اليوم الثالث للحوار الليبي أمس، تمديد مفاوضات وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي إلى الخميس، بدون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفيما تسود أجواء من الترقب لما ستسفر عنه نتائج اليوم الرابع من جلسات حوار قد تشكل نقطة تحوّل في مسار أزمة عمّرت تسع سنوات؛ يرتقب أن يحسم الفرقاء الليبيون، يوم غد الخميس، في قضايا تفصيلية كالآليات المتبعة خلال المرحلة المقبلة وشروط الترشيح لقيادة المؤسسات الليبية المنصوص عليها في المادة 15 من اتفاق الصخيرات عام 2015، بعد أن كانت الجلسات الأولى قد مكنت من تحقيق تفاهمات مهمة.

وسادت خلال الأيام الثلاثة من جلسات الحوار الليبي بالمغرب أجواء إيجابية، تزامنت مع حرص الفرقاء على إبداء رغبة واضحة في التوافق، ما جعل المراقبين يبدون تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى حل للأزمة خلال بحث ممثلي برلمان طبرق مع نظرائهم في المجلس الأعلى للدولة الليبي، كيفية تقاسم السلطة المحرك الرئيس للصراع من خلال إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتوحيد الحكومة.
وكان عضو وفد مجلس الدولة الأعلى الليبي محمد خليفة نجم، قد كشف أمس الثلاثاء، في نهاية الجلسة الصباحية لليوم الثالث من جلسات الحوار عن تحقيق تفاهمات وصفها بـ "المهمة". وقال نجم، خلال الإيجاز الصحافي الذي عقده بمعية يوسف العقوري، عضو برلمان طبرق، إن الفرقاء الليبيين يعلنون تحقيق تفاهمات مهمة تتضمن معايير واضحة للقضاء على الفساد والإهدار في المال العام، وإنهاء حالات الانقسام المؤسساتي.

وأعلن نجم، الذي تحدث باسم وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، أن الحوار السياسي الذي تحتضنه مدينة بوزنيقة المغربية يسير بشكل إيجابي وبناء، والجميع يأمل بتحقيق نتائج طيبة وملموسة من شأنها إتمام التسوية السلمية في ربوع البلاد.

وانطلقت أولى جلسات الحوار الليبي، مساء الأحد الماضي، بمدينة بوزنيقة باحتضان مغربي لافت، وذلك وسط تفاؤل بإمكانية إحداث اختراق في جدار الأزمة.
وعرفت الجلسة الافتتاحية للحوار الليبي حضور تسعة ممثلين لبرلمان طبرق يتقدمهم يوسف العقوري، فيما قاد عبد السلام الصفراني، وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي المكون من أربعة ممثلين.

المساهمون