مع إعلان وزارة الصحة المغربية أمس الأربعاء تسجيل خمس حالات جديدة بفيروس كورونا، وصل العدد إلى حوالي أربع وخمسين، وسط تكرار البلاغات الرسمية الموجّهة إلى المواطنين بضرورة عدم التنقّل إلّا للضرورة القصوى، والانخراط في التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات.
في الخامس من الشهر الجاري، صدر قرار حكومي بتعليق الأنشطة والفعاليات الثقافية والرياضية التي يشارك فيها ضيوف من خارج البلاد، على أن تستمر هذه الإجراءات حتى الحادي والثلاثين منه، وإن كانت التقديرات تشير إلى تمديدها فترة أطول.
وجاء ذلك في وثيقة لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، أعلنتها أنه تمّ "منع جميع التظاهرات (الفعاليات) التي يشارك فيها أشخاص قادمون من الخارج"، وتلك التي يشارك فيها أكثر من خمسين شخصاً، إذا نظّمت في أماكن مغلقة.
كما استثنت الوثيقة "المواسم" من المنع، وهي التجمّعات شعبية التي تقام في الغالب بالبوادي احتفاء بأضرحة وزوايا صوفية، وهو استنثاء يبدو مستغرباً في ظلّ الإغلاقات التي أعلنتها العديد من البلدان العربية للمساجد ودور العبادة متزامنة تعلّق الصلاة وتبقي على الأذان في الجوامع، باعتماد فتاوى تثبت ضرورة الحفاظ على سلامة النفس.
في الوقت نفسه، أصدرت لجنة عواصم الثقافة الأفريقية، السبت الماضي، بياناً صحافياً يفيد بتأجيل الإطلاق الرسمي للاحتفاء بـ "الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية"، الذي كان متوقعاً افتتاحها في السادس والعشرين من الشهر الجاري، إلى إشعار آخر.
وعلى غير المعتاد، بدت شوارع الرباط شبة خالية من المارة، وقلّت على نحو كبير حركة السيارات التي تتسبّب بأزمات مروروية خانقة، لم يعد لها وجود في زمن كورونا، وانخفض الإقبال على المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي في وسط المدينة.
وانحسب الأمر على أقاليم ووجهات عدّة ظهر فيها حالات إصابة بالمرض، ومنها وجهة بني ملال-اخنيفرة، وجهة الدار البيضاء-سطات، وجهة فاس-مكناس، وجهة كلميم-واد نون، وجهة مراكش-آسفي، وجهة الشرق، وجهة سوس-ماسة، وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
من جهة أخرى، برزت العديد من المبادرات التي تسعى إلى اختراق حظر كورونا عبر تقديم محتوى فني أو موسيقي على المنصّات الإلكترونية لعدد من المؤسسات مثل "تينور من أجل الثقافة"، و"الأوركسترا الفلهارمونية"، و"المدرسة الدولية للموسيقى والرقص"، والبرنامج السوسيوثقافي "مزايا".