تبنّى البرلمان المغربي قانوناً يراد منه معالجة صعوبات الشركات، في وقت تشير بيانات مقلقة إلى تواصل إفلاس شركات صغرى بسبب عدم احترام مؤسسات حكومية والشركات الخاصة الكبيرة آجال سداد المستحقات. ومنذ بداية العامة الجاري، ارتفع عدد الشركات التي عبّرت عن عدم قدرتها على سداد في ذمتها، وانخرطت في تسويات مالية أو تصفية قضائية.
وكشفت مؤسسة "أنفوريسك"، عن انتقال عدد الشركات التي عبرت عن ضعف أدائها المالي، في الشهرين الأولين من العام الجاري، إلى 1447 شركة. وتفاقمت ظاهرة الشركات المهددة بالإفلاس في الأعوام الأخيرة، بسبب صعوبة استرجاع مستحقاتها، في ظل طول مدة سدادها من قبل الشركات المدينة لها. ويصيب الإفلاس، بشكل خاص، الشركات الصغيرة التي يقل رقم معاملاتها عن مليون دولار في العام، في ظل تأخر إصدار القوانين ذات الصلة بآجال السداد.
وبحسب تقارير رسمية، وصل عدد الشركات المفلسة، في العام الماضي، إلى 8020 شركة، بسبب العجز عن السداد، هذا في الوقت الذي بلغ في العام الذي قبله 7161 شركة.
ووافق مجلس النواب المغربي، في جلسة استثنائية استعجلت الحكومة انعقادها، أمس الثلاثاء، مشروع قانون يساعد على معالجة ما يهدد استمرارية الشركات التي تواجه صعوبات، عبر الكشف المبكر عن العراقيل التي تواجه أداءها.
واعتبر وزير العدل محمد أوجار، عند تقديمه لمشروع القانون، الذي صوت عليه مجلس النواب بالإجماع، أنه يراد منه تفعيل دور القضاء في تشجيع الاستثمار وتأمين حماية أمثل للمقاولات المغربية. غير أن خبراء ومستثمرين أكدوا أن القانون الذي صوّت عليه مجلس النواب، لن يكون له دور حاسم في إنقاذ الشركات المتعثرة، إذا لم يجر تقليص آجال سداد مستحقاتها من قبل الشركات الكبرى وشركات الدولة والوزارات.
ويعتبر إبراهيم أيت الحاج، الذي ينشط في قطاع البناء، أن الشركات الصغيرة والمتوسط التي تشكل 95% من نسيج المقاولات تبقى تحت رحمة الشركات الكبيرة التي تصنع السوق. ويوضح الحاج، لـ "العربي الجديد"، أن الشركات الصغيرة لا تملك سوى الانتظار عوض اللجوء إلى المطالبة بحقها بالسبل التي يتيحها القانون.
وتعتبر قطاعات الأشغال العمومية والتجارة والبناء، الأكثر تضرراً من طول فترات السداد، هذا ما يفسر في جزء منه كون شركاتها تتعرض للإفلاس أكثر. ويتوفر المغرب على صندوق دعم الشركات الصغرى جدا والصغرى والمتوسطة، من أجل إتاحة التمويل لها، خاصة في ظل صعوبة الحصول عليه من المصارف.
وأوضح محافظ البنك المركزي عبداللطيف الجواهري، أن الصندوق عالج حوالي ستمائة ملف، ما مكن من إنقاذ حوالي خمسين ألف فرصة عمل في تلك الشركات. ويأتي ذلك بعدما وضع الصندوق رهن إشارة تلك الشركات تمويلات في حدود 300 مليون دولار، بينما ساهمت المصارف بحوالي 150 مليون دولار.
ويسعى المغرب إلى تحسين ترتيبه في مؤشر مناخ الأعمال العالمي، عبر تحسين معالجة صعوبات المقاولات، حيث تدحرجت البلاد من المركز 67 في 2002 إلى 137 في 2017.