وبدأ حبل التوتر الجديد من تصريحات قيادي بارز في حزب "الأحرار"، هو رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، يوم السبت، عندما كال تهما كثيرة لحزب العدالة والتنمية، موردا أن هذا الأخير يخطط لمشروع سياسي معين لم يتمكن من إنجازه بسبب عدد المقاعد البرلمانية التي لم تسعفه في تحقيق مشروعه.
واتهم العلمي حزب العدالة والتنمية بأنه يعمل على التشكيك في جميع مؤسسات البلاد، كما يروم تخريب البلاد بسبب هذه السياسة التشكيكية، معتبرا أن حزب رئيس الحكومة يقلد الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، الذي وصفه العلمي بأنه "نموذج فاشل يقود الاقتصاد التركي نحو الهاوية".
اتهامات القيادي في حزب "الأحرار" لم تمر دون رد من حزب العدالة والتنمية الذي انبرى القيادي فيه سليمان العمراني لكتابة رسالة مفتوحة وجهها إلى العلمي ومن خلاله إلى حزبه المشارك في الحكومة، مؤكدا أن تلك التصريحات "خطيرة ومسيئة وغير مقبولة تنتهك بشكل سافر ميثاق الأغلبية الذي يعتبر حزبكم من بين الموقعين عليه".
وذكر العمراني بأن حزب الأحرار لم يحصل سوى على 37 مقعدا في الانتخابات التشريعية، ولكنه "تحكم بقدرة قادر في مفاوضات تشكيل الحكومة التي أسندت مهمة تشكيلها لعبد الإله بن كيران، الذي نال حزبه بقيادته 125 مقعدا وعمل على ليِّ الذراع وأثمرت مساعيه غير الحميدة في خلق البلوكاج"، ويقصد حالة الانسداد في تشكيل الحكومة أكثر من 5 أشهر، تم إعفاء بنكيران على إثرها من طرف العاهل المغربي محمد السادس.
واسترسل القيادي في العدالة والتنمية مخاطبا القيادي في الأحرار "هذا هو جزاء سنمار (مثل شعبي)، مع بنكيران مرتين، المرة الأولى لما أفشلتم مهمته لتشكيل الحكومة وقد أبطأ المفاوضات من أجل ذلك أسابيع من أجلكم، والثانية لما وفَّى لك شخصيا تمام الوفاء وهو رئيس للحكومة وقاد بنجاح مهمة انتخابك رئيسا لمجلس النواب وهو المنصب الذي لم تنله بكد يمينك وكنت خائفا عليه تترقب".
وتساءل العمراني "لماذا أنتم باقون في حكومة يقودها حزب بالمواصفات التي ذكرتَ؟ ولماذا تبقى هذه الحكومة أصلا؟؟ شيء ما ليس على ما يرام.
نريد أن نعرف. هل هذا موقف شخصي رغم خطورته أم هو موقف الحزب؟ لا بد من الوضوح".