المغرب: اعتقال العشرات بشبهة "داعش" وإحباط اعتداءات واغتيالات

27 يوليو 2016
حملة أمنية منسقة تسقط العناصر من المشتبه فيهم(فرانس برس)
+ الخط -
كشفت وزارة الداخليّة المغربية، اليوم الأربعاء، عن أن المصالح الأمنية شنت حملة منسقة استهدفت 143 شخصاً من المشتبه بـ"ميولهم المتطرفة وموالاتهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من بينهم 52 فرداً تم الاحتفاظ بهم تحت تدابير الحراسة النظرية".

وشملت حملة الاعتقالات، والتي جرت الأسبوع الماضي، ووصفتها السلطات بـ"الاستباقية عدداً من المشتبه بهم بـ"مستويات قيادية مختلفة بالعديد من مناطق المملكة، حاملين لمشاريع إرهابية نوعية وشيكة داخل التراب الوطني وخارجه"، مضيفة أنهم متورطون أيضاً في "استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الدعاية للتنظيم، والتغرير بالقاصرين للزج بهم في بؤر الصراع".

وأكدت السلطات أن العملية أفضت إلى "إجهاض مخططات إرهابية بلغت مراحل متقدمة جداً في التحضير، كانت تستهدف بعض المؤسسات السجنية والأمنية بالمملكة، واغتيال أمنيين وعسكريين وسياح، ‏بالإضافة إلى مواقع حساسة ومهرجانات فنية وأماكن ترفيهية بعدد من المدن".


وشدد المصدر على أن بعض الموقوفين خططوا لتخريب المواقع الإلكترونية لبعض مؤسسات الدولة، بهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة وإشاعة الفوضى وتقويض الاقتصاد، وشل عمل المؤسسات، وأنهم خططوا لـ"خلق ولاية تابعة لتنظيم "داعش" بالمملكة".

وقد مكنت عمليات التفتيش في منازل المشتبه فيهم، بحسب بلاغ وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، من "حجز العديد من الكراسات والوثائق التي تتعلق بكيفية صناعة المتفجرات والسموم، وتقنيات التفجير عن بعد، واستعمال مختلف الأسلحة النارية، بالإضافة إلى مجموعة من ‏الكتب التي تبيح العمليات الانتحارية، وأعلام تجسد راية (داعش)".

كما مكنت هذه العملية من حجز "أسلحة نارية والعديد من الأسلحة البيضاء، وكمية من الرصاص الحي، وعلب تحتوي على مسامير ومجموعة من المعدات والأسلاك الكهربائية التي تدخل في صناعة العبوات الناسفة".

إلى ذلك، تم وضع اليد لدى أحد الموقوفين من المبايعين لـ"داعش"، ‏بحسب المصدر نفسه، على وثائق تتعلق بكيفية صناعة المتفجرات والمواد السامة، وكذلك تقنيات حرب العصابات. كما مكن البحث من تحديد ارتباطاته مع "جهاديين بمنطقة تندوف في الجزائر وساحل الصحراء".

وكشفت السلطات المغربية أنه تم تفكيك 159 خلية إرهابية منذ 2002، من بينها 38 منذ مطلع 2013، على ارتباط وطيد بـ"المجموعات الإرهابية بالساحة السورية العراقية، ولا سيما (داعش)".

وبحسب ما أكد رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، عبد الرحيم منار اسليمي، لـ"العربي الجديد"، فإن "السلطات الأمنية جمعت المعلومات الكافية حول هؤلاء المعتقلين، وراقبتهم في الميدان، وتدخلت قبل اكتمال مشاريعهم الإرهابية، وتحولها نحو التنفيذ"، موضحا أن "هذا ما يدل على درجة الخطر المرتفعة وسط هذه المجموعات".

وبين أن هذه المجموعات "تحاول استعمال كل الإمكانات المتاحة أمامها للتنفيذ؛ من أسلحة نارية إلى أسلحة بيضاء إلى عمليات التسميم، لإسقاط أكبر عدد من الضحايا وقيادة حرب عصابات في الشوارع، ما يدل من الناحية الأمنية على انتقال استراتيجي كبير لدى مجموعات "داعش" التي تبحث عن كل الطرق الممكنة لتنفيذ أعمالها الإرهابية".

وأضاف اسليمي أن "حملة الاعتقالات الواسعة تدخل ضمن حالة التصدي الاستباقي لموجة جديدة يبدو أنها تنتقل نحو شمال أفريقيا والساحل والصحراء وأوروبا، فالمعلومات تشير إلى أن السلطات الأمنية المغربية تراقب خطا تواصليا إرهابيا جديدا يمتد بشكل ثلاثي بين شمال أفريقيا وأوربا ومنطقة الساحل والصحراء".

كما لفت إلى أنّ "ما يظهر من هذا الخط الإرهابي، الثلاثي، داعش ليبيا، والتي تهرب من سرت نحو الجنوب بعد تشتتها، وداعش تونس، وجند الخلافة في الجزائر، وجماعة أبو الوليد الصحراوي في المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا، وتحالف قريب من الاكتمال يضم بقايا القاعدة القديمة في شمال مالي وخلايا داعش القادمة من ليبيا".

وأشار إلى أن "التفسير الأمني للاعتقالات الواسعة بالمغرب، مرتبط بهذه التحولات الجارية إقليميا، والتي تفسر تحرك العديد من الإرهابيين غير المعروفين، وإرهابيي غرف الانتظار للقيام بضربة إرهابية كبيرة، من شأنها تغيير التوازنات بين الخلايا الإرهابية والسلطات الأمنية المغربية التي استطاعت لحد الآن التصدي للخطر في الوقت المناسب".